دور مواقع التواصل في تعزيز الوعي الثقافي

كتب / حسين العولقي

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي حضوراً متنامياً في تعزيز الوعي الثقافي الجنوبي والحفاظ على الهوية الوطنية من خلال ما توفره من فضاء واسع لنشر التراث والموروث الشعبي.

كان هذا محور الورشة التي حضرتها يوم أمس بدعوة كريمة من الأستاذ أنور سيول مدير إدارة الإعلام والثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة أبين الى جانب عدد من الإعلاميين والمثقفين والنشطاء.

وحضر الحلقة النقاشية كل من الدكتور سعيد بايونس عضو فريق التوجيه والرقابة الرئاسي والأستاذ حسين بامطيرة مدير الثقافة بالمحافظة اضافة إلى عدد من الكوادر الإعلامية والثقافية .

خلال النقاش جرى التأكيد على أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت منابر حيوية لتوثيق الأزياء والمناسبات الشعبية ونشر المحتوى باللهجة المحلية إلى جانب إبراز الفنون والعادات التي تميز المجتمع الجنوبي عن غيره من المجتمعات كما تناولت الورشة أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي الجنوبي جيلاً بعد جيل من الاندثار .

في السنوات الأخيرة برزت مبادرات رقمية متميزة قادها نشطاء ومثقفون جنوبيون هدفت إلى تسليط الضوء على الهوية الثقافية وتقديمها بأساليب مبتكرة تراعي روح العصر دون التفريط في الأصالة وأسهم هذا التفاعل الرقمي في ترسيخ الانتماء لدى الأجيال الجديدة وتعريف الجمهور الواسع بجمال وتنوع التراث الثقافي الجنوبي الأصيل .

ورغم هذه الإيجابيات يواجه المحتوى الثقافي الجنوبي تحديات عدة أبرزها خطر تمييع الهوية نتيجة تقليد انماط دخيلة أو نشر محتوى سطحي يفتقر للوعي النوعي . وهنا تبرز أهمية التوجيه والوعي الرقمي لحماية الخصوصية الثقافية من التشويش والاندثار خصوصاً لدى الأجيال التي نشأت بعد عام 1990م.

خلصت الورشة إلى أن صناعة محتوى ثقافي مؤثر تتطلب تكامل الجهود بين المبدعين والمثقفين لتقديم التراث بأساليب جاذبة توظف الصور والفيديو والقصص والرموز المحلية . كما أن التعاون بين النشطاء يسهم في إنتاج محتوى مستدام وهادف يواجه التحديات الثقافية المعاصرة .

في ظل التغيرات المتسارعة تبقى مواقع التواصل سلاحاً ذا حدين لكن بالامكان تسخيره بفعالية لصالح الهوية الجنوبية إذا ما تم استخدامه بوعي وباشراف المثقفين والمؤسسات الثقافية بالمحافظة .

ومن هذا المنطلق يناشد المشاركون إدارة الثقافة في المجلس الانتقالي الجنوبي وإدارة الثقافة بالمحافظة بضرورة تكثيف جهودها لحماية التراث الجنوبي من خطر التزييف والاندثار في ظل الظروف الراهنة .