أذربيجان تفتتح سفارتها لدى الكيان الصهيوني

أبين ميديا/ تقرير – محمد مرشد عقابي

أفتتحت أذربيجان سفارتها في “تل أبيب” مع تعيين الرئيس الأذري إلهام علييف لوزير الخارجية والتعليم السابق مختار محمدوف كأول سفير لها، جاء هذا التعيين وسط توترات بين أذربيجان وأنظمة بعض الدول الإقليمية في الفترة الأخيرة الماضية، وتمضي أذربيجان عميقاً بعلاقة التطبيع مع نظام الكيان الصهيوني منذ أكثر من 30 عاماً، وقد حملت شراكات في مجالات متنوعة.

وبدأت العلاقة التطبيعية لأذربيجان مع الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن حصلت باكو على استقلالها (18 / 10 / 1991) وحينها اعترف الكيان بهذا الاستقلال لتبدأ العلاقات العميقة تحديداً في السابع من شهر نيسان / ابريل من العام 1992، ودخلت العلاقات مرحلة جديدة في أغسطس 1997 خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو إلى باكو، وحينها بدأت تتوسع العلاقات لتشمل الجانب العسكري حيث زود جيش الاحتلال، أذربيجان بالطائرات والمدفعيات والأسلحة المضادة للدبابات والمشاة، وتوطدت بعدها علاقة التبادل العسكري بين الطرفين.

ويعتبر كيان الاحتلال، مصدراً مهم للأسلحة إلى أذربيجان، ووفقاً لبحث أجراه معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فقد شكل السلاح الإسرائيلي نسبة 69% من الأسلحة الرئيسية في أذربيجان، كما شكل السلاح الاسرائيلي 27% من نسبة الواردات العسكرية في أذربيجان من العام 2011 ولغاية العام 2020 _ عام 2009، وزار رئيس وزراء الاحتلال آنذاك شمعون بيريز أذربيجان حيث جرى توسيع العلاقات العسكرية بشكل أكبر، وحينها أعلنت شركة Aeronautics Defense Systems Ltd الإسرائيلية أنها ستبني مصنعاً في باكو.

ووقعت باكو وتل أبيب، في العام 2016، على اتفاقية بشأن الاتصالات الجوية، كما وقعت أذربيجان من كيان الإحتلال في العام 2012، اتفاقية اشترت بموجبها من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية، طائرات بدون طيار وأنظمة الدفاع الصاروخي والمضادة للطائرات بقيمة 1.6 مليار دولار، وفي كانون الثاني/ يناير 2019، كانت أذربيجان أول زبون لطائرات Sky Striker kamikazes الاسرائيلية، وخلال الحرب ضد أرمينيا في أيلول / سبتمبر 2020، نشرت أذربيجان أسلحة إسرائيلية على أهداف أرمنية، وقد غذى الاحتلال أذربيجان بالمعدات العسكرية والسلاح والمدافغ خلال هذا النزاع.

وصرح مسؤولون أذريون، في 29 آذار / مارس عام 2012، أنه تم منح الكيان الإسرائيلي حق الوصول إلى القواعد الجوية في أذربيجان من خلال سلسلة من التفاهمات السياسية والعسكرية الهادئة، وطبقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية يمكن استخدام هذه القواعد الجوية في ضربات لأي أهداف معادية، وفي الشهر نفسه ذكرت مجلة “فورين بوليسي” أن قوات الاحتلال الجوية قد تستخدم قاعدة “سيتالشاي” العسكرية الجوية الواقعة على بعد 500 كيلومتر من الحدود الإيرانية، لشن ضربات جوية ضد البرنامج النووي للنظام الإيراني.

وفي 30 أيلول / سبتمبر 2012، أُفيد أن أذربيجان والاحتلال فحصا بشكل مشترك استخدام القواعد الجوية الأذربيجانية وطائرات التجسس بدون طيار لمساعدة الطائرات الإسرائيلية من حيث التزود بالوقود وعمل طواقم الانقاذ خلال أي ضربات تقوم بتنفيذها، كما أفيد أن الخطة تقضي باستخدام الاحتلال لطائرات مطلية بألوان شركة طيران تابعة لدولة ثالثة، كما كشف موقع “i24” العبري نقلاً عن وكالة “انترناشونال” أن الاحتلال يحتفظ بتواجد الطيارين من سلاحه الجوي في أذربيجان، إلى جانب طائرات حربية من نوع F-35.

وينظر الاحتلال إلى أذربيجان، كمصدر للنفط إذ يحصل على 40% من نفطها منذ العام 2013، بالإضافة إلى تبادل تجاري كبير، فبين عامي 2000 و 2005، أرتفع الاحتلال من المرتبة العاشرة كأكبر شريك تجاري لأذربيجان ووصل إلى المرتبة الخامسة، ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فقد أرتفعت الصادرات من أذربيجان إلى الاحتلال من 2 مليون دولار أميركي إلى 323 مليون دولار بين الأعوام 1997 و2004، فيما وصل حجم التبادل التجاري في العام 2016 إلى 260 مليون دولار، ليتأسس مكتب التمثيل التجاري والسياحي لأذربيجان في تل أبيب في تموز / يوليو من العام 2021، وهذا ما يؤكد تنامي وتطور العلاقات بين الجانبين.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى