قصة الهوية الجنوبية حديثا
كتب / محمد ناصر العولقي
تجربة تأسيس مدينة جعار ومدن دلتا أبين عموما تجربة مميزة ورائدة في صهر الانتماءات المناطقية المتعددة في الجنوب في بوتقة واحدة وبذر بذور الهوية الجنوبية .
كان ذلك في بداية أربعينيات القرن الماضي وحينها كانت الكيانات السلاطينية والمشائخية في الجنوب العربي تعيش كل منها منعزلة عن الأخرى تقريبا كل له حدوده وأرضه وهويته فجاء تأسيس لجنة أبين الزراعية مع ما أتاحه من فرص عمل واقتطاع واستصلاح أراضي لمن يرغب وفتح مجالا لجميع أبناء القبائل الجنوبية ليتوافدوا الى المنطقة ويعملوا ويستصلحوا الأراضي ويختلطوا ببعضهم في مجتمع واحد وتحت ظل حكومة مدنية تنموية يقودها رجال تنمية وبناء ومدنية فنشأت هوية جديدة تجمعهم هي الهوية الجنوبية فقد كان من الصعب على ابن شبوة أو دثينة أو حضرموت أو لحج أو غيرها أن يعيش ويتملك ويستوطن في أرض يافع ويتمسك في الوقت ذاته بمناطقيته وقبليته القديمة ولا يندمج في مجتمعه الجديد وبالطبع فإنه لم يكن أمامه من بديل لهذا التناقض سوى البحث عن هوية تجمع بين وضعه السابق ووضعه الجديد فوجد ضالته بالانتماء الى الجنوب .
إنها قصة ينبغي أن يدرسها الأجيال ويتمثلها الجنوبيون جميعا في كل وقت ويتذكرونها كلما حاول الشياطين أن يفرقوا بينهم ويشبون أوار الافتراق وشق صفوفهم خصوصا أن هذه التجربة وهذا التعايش بين القبائل والانتماءات الجنوبية المتنوعة قد أنتج تنمية ومجتمعا مدنيا ونهضة حضارية وتعليمية ورخاء لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث .
أدرسوا تجربة مدينة جعار ودلتا أبين وكرروا الحديث عنها داىما