محافظ عدن بين خيار المؤسسية او البلطجية
بقلم/
صالح علي الدويل باراس
لن ادافع عن محافظ عدن الاستاذ احمد حامد لملس فبصماته يلمسها اهالي عدن يوميا رغم قسوة الظروف التي يعمل فيها وبها ، لكنها حملة اعلامية استفزازية متعددة لا يوجد اي تفسير منطقي مقبول ضده مابين اصدار بيانات تطالب “بنكف قبلي” لقبائل يافع ، واتهام له شخصيا بانه نهب محل صرافة الخالدي وتعليقات على حوائط الفايس بوك وهذيان الواتس وتغريدات ومقاطع صوتية واتهام له بالفرعونية ووعيد وتهديد وبعضها اسفاف خرج عن حدود اللياقة
احمد لملس محافظ عدن ، موظف دولة عام ، فلماذا شخصنة عمل مؤسسات الدولة واجهزتها في شخص المحافظ !!؟
هل هذا النسق هو ما نسعى اليه لتاسيس منظومة نظام وقانون ومؤسسات في الجنوب !!؟
حين يكون الجواب: لا نريد هذا النسق ؛ فان الحملة ليست لانصاف الخالدي بل ترعاها اكثر من جهة وان بعض المندفعين نصرة للخالدي يحملون مشاريع غيرهم شعروا بذلك ام لا ، فاكثر من جهة يهمها ازاحة “لملس” لانه يؤسس عمل مؤسسات في عدن فالاحزاب اليمنية لا ترضى عنه والبلاطجة لا يرضيهم ولا يرضى عنه اصحاب الامتيازات ولا يرضى عنه الارهاب الذي حاول تصفيته اكثر من مرة فتعددت الاهواء في الحملة عليه
يدندنون بالمناطقية لكنه ليس موقف قبيلة يافع العريقة بل اشخاص محددين!! ينهجون نهجا ليس من المسؤولية في شيء فيكفينا مايشعله اعداء الجنوب في مضمار المناطقية ، لكنها محاولة ساذجة منهم لحرف القانون والتاثير على القضاء ومحاولة تحويل القضية من البُعد القضائي الى قضية راي عام فيه نكهة مناطقية مع ان فتح ملفات الماضي لن يفيد احد ولن يبرئ الخالدي للصرافة ان كانت مدان
القضية محددة الملامح من يومها الاول بان مركز صرافة الخالدي مُتهم بعمليات مالية لمنظمات لها نشاطات ارهابية ازهقت ارواح وفجرت ممتلكات وارعبت الامنين قد يكون لصرافة الخالدي دور او لا يكون لها فهي امام القضاء اما يدينها او يبرئها!!
لذا ماهو مبرر الحملات والقضية امام القضاء!!؟
للذين يشعللونها مناطقية ، هل احمد حامد لملس استجلب قوات من محافظته شبوة او من قبيلته “ال خليفة” ضد صرافة الخالدي !!؟ ام انها قوات امنية او قوات مكافحة الارهاب هي التي اقتحمت واعتقلت!!؟
هل اخذ اموال الخالدي الى شبوة واودعها لدى اقاربه او في محافظته !! ام ان البنك المركزي هو من جرد وتحفّظ على املاك الخالدي للصرافة؟
البنك المركزي جرد أموال الخالدي وتحفّظ عليها حتى أنتهاء محاكمة المتهمين في تفجير بوابه مطار عدن الدولي بخورمكسر ، وتفجير موكب محافظ عدن في حجيف!! والقضية منظورة بالمحكمة حالياً ورئيس المحكمة كما علمت انه “يافعي” فلماذا يربطون القضية بالمحافظ !!؟ والكل يعلم ان لا دخل له نهائياً في سير القضاء
لو انهم في سجون سرية يمكن قبول الحملة لكنهم امام القضاء
هل يدافعون العدالة ام يدافعون عن البلطجة بالتحشيد والنكف القبلي !!؟
العدالة مكانها القضاء وليس صفحات التواصل الاجتماعي وتكديف الاتهامات فهذا النسق لن يفيد الخالدي ولن يبرئ نشاطه ان كان له نشاط داعم لمنظمات قتلت وفجرت في عدن ، والقضاء هو من سيبرئ ساحته ونشاطه ، وهذا ما انتهجه محافظ عدن بان جعل كل الملف بيد الجهات العدلية من امن ونيابة وساحات قضائية من اليوم الاول وطالما هي بيد القضاء فانه لن يرفضه الا من يخشى شيئا ما في نشاطه!!
يكفي الخالدي ان يوكل محاميا او اكثر للدفاع عن قضيته اما تجنيد الحملات وشخصنتها في شخص محافظ عدن فلن يجدي ولن يبرئ ساحته ان كان مدانا ، فالتفجير أُزهقت ارواح غالية على اهلها اغلى من المال!!
ان اردنا وطنا فلن نجده في الدفاع عن محلات صرافة متهمة قضائيا ولا على “هرفتات” صفحات التواصل ولا نكف التحشيد ولا فتح ملفات الماضي بل باعتماد خطاب متزن ودعم المؤسسية واللجؤ للقانون والقضاء وحمايته وتنفيذ احكامه فهو من يدين او يبرئ الخالدي او غيره ، وغير ذلك بلطجة يجب ان يرفضها الجميع لانها تضر وستضر الجميع
24فبراير 2023م