انعكاسات الاتفاق السعودي/ الايراني
بقلم/
صالح علي الدويل باراس
اعتقد ان التطبيع اوسع من اتفاق للتبادل الدبلوماسي ولا اعتقد ان تصلا اليه الدولتان فايران تمارس التقية السياسية في كل مجالاتها وعلاقاتها وتحالفاتها
عموما المبالغة بالسلام خيار انساني مطلوب لكن الدول تنكث بعقودها وعهودها ويشنون الحروب للمطالبة بتنفيذها على قول القبيلي :
(الجيد يحلف ويفجر والفسل يوفي بيمينه) ، فالعهود والمواثيق والاتفاقات استراحة مخادع ووسيلة مراوغ لاعادة ترتيب أوراقه وتحالفاته لتوجيه الضربة القاضية لخصمه ، وايران خصم تاريخي له مشروعه مهما كانت العقود والمعاهدات
الاتفاق جاء ضرورة تقتضيها مصالح الدولتين ، فايران تواجه تحدي فعلي في الملف النووي وفي عدم رضى الغرب عن علاقتها الاستراتيجية مع روسيا في حرب اوكرانيا ، وقد تواجه حربا اطلسية اسرائيلية ، اما المملكة فقد غاصت في الحرب اليمنية وهي متاكدة ان دول الغرب : امريكا واوربا ظلت تدفع بها للغوص في وحل اليمن وانهم ظلوا يحمون الحوثي بخطوط حمراء وتريد اي مخرج او اي مساعدة تساعدها للخروج ، وتريد تجنيب منطقة الخليج اي حرب محتملة بين ايران والغرب واسرائيل تكون دول الخليج طرفا فيها فآثارها ستكون كارثية على وجود تلك الدول وفي مقدمتها المملكة التي ترتبط بروابط استراتيجية مع امريكا طيلة عقود وتسعى للتحول للحياد الايجابي للوصول الى اكمال رؤية 30 واذا نشبت حرب في ظل قطيعة دبلوماسية سيكون الخليج والمملكة المسرح الفعلي لها لذا فالاتفاق يعني ابتعاد المملكة والخليج عن سياق هذه الحرب المحتملة
في حالة ان يكون الاتفاق تمهيدا لانهاء الحرب في اليمن فان الطرفين لن يستغلا التبادل الدبلوماسي بدرجة واحدة ، فالسعودية تريد دعما ايرانيا في اغلاق ملف الحرب وتامين حدودها مع الحوثي لكن لايران ايضا رؤيتها فستساهم في اغلاقه بما يتفق واجندة حلفائها مرحليا بمعنى آخر سيستفيد الحوثي ومشروعه على حساب الشرعية ومشروعها فالاتفاق كما يبدو سيدق اخر مسمار في نعشها
وجنوبا لو سارت الامور بدون حرب ومواجهات وكون مفاوضات مسقط سارت بعيدا عن شماليي الشرعية وعن الطرف الجنوبي فانه يتوجب على المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى قوى التحرير والاستقلال ان تلتف لتقوية وتحصين جبهتهم الداخلية خصوصا وان القادم محاط بالضبابية والغموض ومن المحتمل بل من المتوقع ان تكون لدى ايران وحليفها الحوثي خطة للتعامل مع الملف الجنوبي من خلال بعض الادوات لشرعنة دولة فيدرالية يكون الجنوب طرفا شكليا فيها مع صنعاء الحوثية
11 مارس 2023م