حول كتاب ” هكذا تحدث محمد “

بقلم الأستاذ/ محمد ناصر العاقل

كتاب (هكذا تحدث محمد) للأستاذ الفاضل أبي زين ناصر الوليدي الذي جمع فيه جملة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم اختارها وفق اعتبارات جاد بها فكره، لتحقق أهدافا قصدها الكاتب، قد يستطيع القاريء أن يدرك بعضها، وقد يخفى عليه فإذا خفي عليه غرض الكاتب فيكفيه أنه قد وقف على كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، الكتاب مغزاه العام في عنوانه “هكذا تحدث محمد ” فهو يُذكِر بعنوان كتاب ” هكذا تكلم زرادتش ” الذي ألفه نيتشه فإذا كان في بعض ما قال أو فعل زرادتش حكمة تستوجب الوقوف معها لحل مشاكل العالم التي يغرق فيها فإن حديث محمد كله حكمة تستوجب الوقوف معها كلها في وقت العالم فيه أشد غرقا، لذا فالكتاب يحمل في طياته حسب فهمي المتواضع الآتي :

  • فهو كتاب تحدٍ وكتاب يحمل دعوة الإسلام إلى العالم وليس المسلمين فحسب ومن وقف عليه سيجد أنه يحمل رسالة عالمية
  • يحمل الكتاب أصول الإيمان والعبادات وأمهات الفضائل وأسس الاخلاق وما لا تستغني عنه أمة تحب أن ترتقي أخلاقها وتستقيم معاملاتها وتتقدم دساتيرها
  • اجتمع في الكتاب أحاديث الأسلوب القصصي النبوي الرائع ففيه أحسن أحاديث القصص كحديث الثلاثة الذي آواهم المبيت إلى الغار والذي قتل تسعا وتسعين نفسا والغلام والساحر والكاهن وما فيها من الفوائد والحكم والأحكام وغيرها من أحاديث القصص المروية فيمن كان قبلنا كحديث جربج من الأسلوب الذي تشتاق إليه النفوس
  • الكتاب محاولة رائعة ولعلها ناجحة حسب رأيي وهو أن الكاتب قد دخل بابا من أبواب العلم لم يدخله إلا فحول العلماء كالإمام النووي والإمام محمد بن عبد الوهاب والإمام السعدي، الذي جمعوا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون فيه غنية لمن فاته الكثير، وتُقَرِّب عليه الوصول إلى ما فيها من الخير والهداية
  • كان رائعا حينما لم يتدخل فيه بأكثر من الجمع والإنتقاء والترتيب ليكون صادقا في عنوانه ويُعَلِمَ القاريء الإستفادة من فهم المعاني بنفسه.
    وأعترف أن الكتاب بعث في نفسي حبا جديدا للسنة والتوجه نحو الدارسة العميقة لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرجو أن يشعر بذلك كل من قرأ الكتاب قراءة “غير بريئة” .
    وهي دعوة للشباب والشابات والمتعلمين لقراءة الكتاب وإطالة النظر فيه، وبالتأكيد أنه سيولد عندهم فهما مختلفا لكلمات نبيهم محمد صلوات الله عليه.
  • أعجبني الكتاب وأحببت أن تكون لي منه نسخة ورقية أضيفها إلى الأربعين النووية وأصول الإيمان لمحمد بن عبدالوهاب وكتاب المختار للسعدي رحمهم الله جميعا ورحم أستاذنا وبارك الله في عمره .
  • سارت خاتمة الكتاب مع نهاية عمر الإنسان ونهاية الحياة وذلك بذكر أشراط الساعة واحتضار الأرواح وقيام الساعة وبعث الخلائق ومصير المومنين إلى الجنة تفاؤلا بحسن الخاتمة جعلنا الله من أهلها.
    ويظهر الربط بين الحديث الأول من هذه المجموعة مع الحديث الأخير، فالحديث الأول يتحدث عن بداية نشأة الكون بينما الحديث الأخير يتحدث عن نهاية قصة الوجود وذبح الموت وخلود الخلق: فريق في الجنة وفريق في السعير.
    وفي الأخير فإني أنصح كل من يحسن القراءة والكتابة أن يقتني هذا الكتاب ويكرر قراءته، وأتمنى أن يقرأ هذا الكتاب في المساجد ومدارس التحفيظ ويوزع لطلاب وطالبات الجامعات والمعاهد والمدارس وأن يقرأ في البيوت للأهل والأولاد.
    .
    .
مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى