حكايات رمضانية( ٥ ) جرافيك المجتمع المهني الجعاري

كتب : محمد ناصر العولقي
حكايتنا اليوم هي حكاية هذه المدينة الحبيبة جعار أم الجميع بدون فرز ولا تصنيف … حكاية مدينة لا تمل من احتضان الكبار والصغار .. الميسورين والغلابى … المجتهدين والشغيلة والذين يعيشون على هامش الحياة .
وقد كان جرافيك المهن في جعار الخمسينيات والستينيات :
أغلب أصحاب الأفران والمخابيز والمقاهي ودكاكين البز والخياطة من تعز
وأشهر الحلاقين من البيضاء
وأشهر أصحاب المطاعم من يافع
وأشهر المزارعين يافع وعوالق ولحوج
وأشهر الجزارين من شبوة ويافع وتهامة
وأشهر أصحاب القروع من تهامة والصومال
وأشهر أصحاب الذهب والخمير من حضرموت
وأشهر تجار المواشي بدو
وأشهر الورّادين ودلّالين الغنم من زبيد
وأشهر أصحاب العسل ودكاكين الحبوب واللخم اليابس من شبوة
وأشهر أصحاب الفل من لحج
وأشهر أصحاب الدكاكين من يافع وحضرموت
وأشهر الجمّالة حواشب ولحوج
وأشهر أصحاب السكريم والسنبوسة والكعك صومال
وأشهر أصحاب التمبل والبطاط المكيّس هنود
وأشهر المحلويين من لحج وتهامة
وأشهر الجنيرات والجرشبيلات والبناشرة من البيضاء وتعز
وأفضل الأبتال من ميفع حجر وتهامة
وأغلب سوّاقين الأجرة وعسكر الدولة بدو ويافع
وأشهر ما في الأمر كلّه أن هذا الخليط كان متآخيا ومتضامنا ومترابطا في نسيج اجتماعي بديع يتعالى على نزعات التعصب وصراع الانتماءات القبلية والمناطقية بحيث أن المدينة خلال فترة تأسيسها منذ منتصف أربعينيات القرن الماضي وحتى قيام الوحدة في ٢٢ مايو ١٩٩٠ لم تشهد حالة عراك أو قتال مسلح واحدة حدثت بين طرفين من جعار على أساس اصطفاف قبلي أو مناطقي بحث أو بدوافع قبلية أو مناطقية …
لقد روضت جعار جماح النعرة في أبنائها ، وجعلت الجميع يقولون : نحن عيال جعار وبس .