الحوثي ووضع العصي في في دواليب السلام

بقلم/
صالح علي الدويل باراس

صدق من قال ان الشعر ديوان العرب بمعنى انه منهاج فهم عقليتهم فهو ليس فنا لذاته فقط ولا متعة لمجرد المتعة بل يحمل مضامين سياسية وحتى ثارية لتلك العقلية
رحم الله السيد احمد بن محمد الشامي كان من اقطاب الملكيين ولما ادرك ان الامامة انطوت صفحتها باتفاق ١٩٧٠م قال ابياته المشهورة:
قل لفيصل والقصور العوالي
إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة للحكم يوما
بثياب النبي أو بثوب ماركس
فإذا ما خابت الحجاز ونجد
فلنا إخوة كرام بفارس

مع ان هذه الابيات ظلت تنبؤ وتحدٍ هاشمي زيدي تجسّدت بالانقلاب ثم فشل تمرّد عفاش وطي آخر صفحة عصبوية حاكمة منذ اتفاق عام 70 ، لكنها قرعت ذاكرتي حين رايت استقبال “المشاط” لوفدي المملكة والسلطنة في “القصر الجمهوري” والدلالة واضحة من اختيار مكان الاستقبال في هذا القصر ، فالقصر بناه الامام احمد بن يحيى حميد الدين وسماه “دار الوصول” وهو آخر حكّام الإمامة الهاشمية في اليمن التي ينحدر منها الحوثيون والتي انتهت امامتها اتفاقية انهاء الحرب في القرن الماضي واخرجتهم ما جعل غضب الشامي ينفث شعرا

ما استقبل الحوثي وفد الدولتين في القصر الجمهوري الرسمي الذي بناه “عفاش” في السبعين في الثمانينات والذي صار محط الاستقبالات الرسمية في تاكيد صريح على تمسّك الجماعة بخلفيتها السياسية والسلالية التي تنحدر منها!!

تكاد تكون نفس الظروف التي عاشتها المملكة في سبعينات القرن الماضي تتطابق اليوم حيث خٌذلِت القوى الملكية مع ان الدعم السعودي كان قويا لها ومع ان ايران في ذلك الوقت كانت في صف الامامة وتدعمها ماليا وسياسيا لكن “جملكة” الجبهات اليمنية “وان الحرب رزقه ساقها الله ” لم تكن لصالحها على الارض هو نفس حال الشرعية في الحرب الاخيرة التي قامت المملكة باكبر واوسع عمليات قصف جوي لتسوية ارضية المعركة لها لكن على الارض لم تكن القوى في الشمال التي دعمتها المملكة ترغب في حسم المعركة بل ارادوها كما وصفها احد كبار مشائخهم “الحرب رزقه ساقها الله”

لا يهم الجدل الان سواء أكانت المملكة طرفا ام وسيطا فالحوثي في اتفاق استكهلم ذهب ووقع مع الشرعية التي ينكرها الان ذاك الاتفاق ولم يشترط ان يكون مع المملكة !!! انما المؤكد ان الحوثي مهما كانت مليشياويته وضعفه وعدم شرعيته وووو.الخ لكنه مسيطر على ارض يستطيع ان يهدد منها وينفذ تهديده فالحوثي او انه عنوان لاجندات اخرى لانه من يومه الاول ظل محور اساسي لمخطط دولي/ اقليمي باسقاط الدولة اليمنية وتسليمها بأجهزتها للحوثي فهل تم افشال ذلك المخطط او تمت التسوية مع اطرافه الفاعلة التي صنعته ، فايران مجرد طرف لكن هناك اطراف تكالبت لانقاذه ومنعت اسقاط الحديدة!! ؟ ولا احد يعتقد ان تلك الاطراف انطلقت من المبدا الانساني فهو مبدا في ادنى سلم اهتماماتها

ان حملات الاعلام الاستفزازية والعنتريات الاعلامية للحوثيين ضد السعودية عشية وصول السفير ال جابر لصنعاء مع ان المملكة اختارت طريق السلام منذ عاصفة الامل وظلت في مفاوضات لعل لكن اصرار الجماعة على اعتبار المملكة شريك وطبعا لهم قراءتهم السياسية في ذلك جعلوه عصا في دواليب الحل وبالتاكيد لن تكون الوحيدة وفي ظاهرة ضياع فرصة قد لاتعود لها فيؤكد اما انه غباء سياسي واستراتيجي للجماعة ان كانت ضعيفة كما يقول الاعلام الاخر او انها تعمل بروباغندا اعلامية لتغطية خيار موافقتها امام جمهورها او ان وراءها ما وراءها من اجندات تعمل معها اعمق واوسع من ايران التي يسود الاعتقاد انها القادرة الوحيدة على الضغط عليها

12ابريل 2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى