قوة الجنوبيين في تكاتفهم وتلاحمهم
كتب / الأستاذ زياد الشنبكي
يدرك أعداء الجنوب بمختلف أشكالهم اكانوا مليشيات حوثية او احزاب سياسية أنه لم يعد لهم مكان في الجنوب، وان الجنوب عائداً لاهله وان إستعادة الجنوب إلى باب اليمن بالقوة العسكرية لم يعد متاح في ظل تكاتف وتلاحم الجنوبيين .
فبعد ان هزموا عسكرياً وحدثت لهم شر هزيمة في حرب ٢٠١٥م وتم مقاومتهم وطردهم من الجنوب، أدركوا ان الجنوبيين اصبحوا أقوياء، فلجأوا إلى الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية في الجنوب، وصحيح سقط بهذه الأعمال الإرهابية كثير من الشهداء الشجعان، إلا ان أعداء الجنوب لم يحققوا نصرا للسيطرة على الجنوب بهذه الأعمال، ووجدوا ان هذه الأعمال زادت الجنوبيون عزيمة واصرار وقوة.
سياسياً مارس أعداء الجنوب جميع اصناف السياسية الغذرة لمنع الجنوبيين من ترتيب أوضاعهم وبناء مؤسساتهم، وهذه الممارسات والحرب السياسية والاقتصادية كانت تدار على الجنوب ليس فقط من الحوثيون بل مارستها القوى السياسية المنطوية في حكومة الشرعية والتي على الأساس انها تحارب الانقلاب الحوثي، وذلك من خلال مواقعها في إطار الحكومة الشرعية التي احتضنها الجنوب في ظل سياسية التحالف بتأخير موضوع قضية الجنوب إلى بعد تحرير الشمال من الإنقلابيين، هنا عمدت هذه القوى السياسية في إطار الشرعية وللاسف هناك منهم جنوبيين ذات انتماءات سياسية معادية للجنوب إلى ممارسة حرب سياسية واقتصادية لإرهاق الجنوبيين وتعذيبهم وتكدير عيشتهم وذلك من خلال السماح بتدهور العملة وارتفاع الصرف والغلا وعدم معالجة انقطاع الكهرباء، وغيرها من الممارسات بعدم اصلاح الاختلالات الموجودة في مؤسسات الدولة والتي ضررها مباشر على حياة الناس بمناطق الجنوب، وكل هذه الممارسات لكي لايشعر الجنوبيين باي تحسن في حياتهم اليومية بل يشعروا بان الأمور ساءت عما كانت عليه لكي يتمنوا الوضع القائم قبل تحرير عدن وطرد الجنود الشماليين منها ولكي يعملوا على إثارة الشغب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، وكل لذلك عقاب للجنوبيين المطالبين باستعادة الجنوب كي يتوقفوا عن المطالبة باستعادة الجنوب، إلا ان الشعب الجنوبي التواق للحرية والاستقلال يدرك تماماً ان كل هذه الحرب سياسية اقتصادية منبعها القوى المعادية للجنوب والتي تريد إخضاع الشعب لترك مطلب إستعادة الجنوب.
كما يدرك أعداء الجنوب ان قوة الجنوبيين في توحدهم تكاتفهم وتلاحمهم وانه لا سبيل لاخضاع الجنوب وإعادته إلى باب اليمن إلا بتفرقة الجنوبيين، لذا الان فان رهانهم على المناطقية والعنصرية فتجدهم مستميتين على إثارة الصراعات المناطقية عبر ادواتهم الرخيصه بالجنوب وعبر اعلامهم وممارساتهم، وكل ذلك لإثارة الصراعات المناطقية واستثمار اي احداث عرضية ونشر الأخبار الكاذبة لإشعال فتيل العنصرية والصراعات المناطقية ومحاولة إثارة صراعات الماضي لتمزيق الجنوبيين، لكي يسهل عليهم ابتلاعه.
لذا يجب على الجنوبيين رص صفوفهم والتوحد والتكاتف والتلاحم وان لا ينجروا خلف تلك الألاعيب التي يهدف منها تفريق شمل الجنوبيين، والتي يرافقها حرب إعلامية تديرها مطابخ إعلامية معادية تسعى لبث سموم التفرقة وإثارة الفتنة المناطقية بين أبناء الجنوب.
وأخيراً نبارك كل الخطوات التي يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والهادفه إلى الاصطفاف الجنوبي من خلال الحوارات واللقاء التي أجراها فريق الحوار الجنوبي والذي سيتوج بالحدث التاريخي في ٤ مايو ٢٠٢٣م للحوار الوطني الجنوبي والخروج بميثاق شرف وطني جنوبي يحتضن جميع المكونات السياسية الجنوبية تحت سقف التحرير والاستقلال.
زياد الشنبكي
١ مايو ٢٠٢٣م