عبدالملك الحوثي والمخلافي يلتقيان

 

لا فرق بين عبدالملك ،صاحب صعدة وعبدالملك ،صاحب مخلاف تعز ، عدا ان الأخير ، يعيش الدونية الوراثية امام الأول ، وتكلم من إكراهات الجغرافيا وطبقيتها في العربية اليمنية. 

لدينا سلسلة مقارنات في التطابق والتماثل بينهما ، نبدأها من الفكر العدائي على دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ، تطابق  إيبدو فيه، عبدالملك الحوثي إمتداداً لعبدالملك المخلافي، ذاك المفكر القومي، الذي لم يأتِ بفكرة قط واستمر على ترسيخها وتجذيرها في الذهنية المحلية والخارجية ولاكثر من ثلاثة عقود ، كهذه  التي عنوانها في كل محاضراته وخطبه وكتاباته السابقة ” المملكة العربية السعودية مصدر الرجعية واداة الإمبريالية العالمية بالمنطقة ” ليأتي من بعده عبدالملك الحوثي كوريث لهذا الإرث من الفكر المريض . 

في ذروة ما تسمى بثورات الربيع العربي الدموية ، إنتعش فكر عبدالملك المخلافي ووجد بيئة خصبة وحلفاء كثر لنفخ الروح في رميم فكره القومي المشوه، الذي ينطلق في حقيقة الامر من ضغينة يمنية قديمة متجددة ضد المملكة العربية السعودية وكل دول منطقة الخليج العربي ، ضغينة تسلم رايتها فيما بعد عبدالملك الحوثي وعبر عنها ومازال بفجاجة ووقاحة ، وما يثير السخرية ان عبدالملك المخلافي بات اليوم في الرياض ، ولا يتحرج من الرد على فكره، الصارخ بلسان عبدالملك الحوثي . 

الحوثي عبدالملك ، يركز في خطاباته ، وفي سعي منه لإقناع عامة الناس ان فكره المنحرف وسلوكه الدموي الإرهابي ،”ثورة يمنية“، وان وقوف المملكة العربية السعودية في اطار التحالف العربي والموقف الدولي ككل، الى جانب الحكومة الشرعية، هو خوف من ذات الثورة ، وقد سبقه عبدالملك المخلافي في ذلك ، ففي 15 يوليو تموز 2011 م وفي حوار اجراه معه موقع “مأرب برس ” الاخواني ، قال المخلافي  : السعودية ضد التغيير عبر الثورة في اليمن وضد اي ثورة في الوطن العربي ككل” 

الحوثي عبدالملك ،وفي كل خطاباته وجوقة اعلام مليشياته، يحرص على طمأنة نفسه واسياده في طهران قبل المغرر بهم من اليمنيين ، بالقول : الشعب اليمني سيواصل تقديم قوافل جديدة من الدماء دفاعاً عن السيادة اليمنية، في إشارة منه الى قوات التحالف العربي المتواجدة في دولة الجنوب العربي وليس في اليمن المحتل من قبل إيران ، عبدالملك المخلافي قال الكلام ذاته في 2011 م وفي سياق تعليقه على المبادرة الخليجية، قال : هناك رفض تام من قبلنا لهذا التدخل الذي انتهك السيادة اليمنية لسنوات . 

وقتها حذر المخلافي من ما وصفه بالتدخل السعودي الامريكي وقال: لا يمكن لليمن أن يكون سعيداً وسعودياً في آن معاً، وجرت بمثل هكذا خطاب ثلاث سنوات من التعبئة ضد المملكة العربية السعودية وإسقاط صورة غير واقعية عن نواياها الحسنة إزاء اليمن المحمول على نعوش مشاريع غير وطنية ، ليأتي عبدالملك الحوثي كمستثمر لهذه التعبئة ومطور لما اشتغل عليه المخلافي عبدالملك وتياره القومي القديم ومركبه الاخواني الجديد الذي اوصله الى الرياض . 

في تزعمه مع توكل كرمان والحوثيين رفض المبادرة الخليجية بإعتبارها تدخلاً في السيادة اليمنية حد قوله  ، دعا المخلافي عبدالملك وفي الحوار الصحفي ذاته ، القوى اليمنية ومن  اسماهم بأنصار الله، الى رفض المبادرة وفرض امر واقع  ” علينا كقوى تغيير أن نترك المبادرات ونفرض أمراً واقعاً. والآن، يدور حوار بين قوى التغيير (الحوثيين، اللقاء المشترك، الشباب، المغتربين، القبائل، المشايخ) من اجل قيام ائتلاف وطني للتغيير لتشكيل مجلس ثوري انتقالي”  إنها الدعوة التي  نفذها الحوثي فورا، وها هو  يفرض امر واقع  ويدخل اليمن ” الشمال ” ضمن قائمة الدول العربية الخاضعة لسيطرة ايران.  

قد يقول فلاسفة التصنيف المنهجي للأشخاص بناء على الفكر والمعتنق ، ان عبدالملك المخلافي في الطرف الاخير من اليسار وعبدالملك الحوثي في الطرف الاخير من اليمين المتطرف ، نحن بدورنا نسأل .. كيف إلتقوا وتطابقوا فكراً ومنهجاً ؟ لماذا يتشاركان خصائص ومواصفات الذرائعية والواهمة في اعادة احتلال الجنوب ، وفي العداء لدول الخليج العربي ؟ 

هذه الاسئلة لا تتحدد الاجابة عليها فقط من خلال سبر اغوار  باطنية عبدالملك المخلافي في العمل السياسي وباطنية عبدالملك الحوثي في الدين ، بل ومن خلال إخضاع حالة الفوبيا اليمنية من المملكة العربية السعودية وكل دول منطقة الخليج العربي وكذا من الثورة الجنوبية ومجلسها الانتقالي وقواتها المسلحة.

 
للمقارنة بيقة …

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى