دم مسفوح واخر يسفك

كتب/ أنور سيول

في الوقت الذي ينظر فيه المواطنون في العاصمة عدن إلى صدور قرار محكمة “المنصورة” بالبت في قضية مقتل الطفلة حنين، سفك دم اخر لشابة عشرينية على يد زميل لها في العمل بعدن.

محاكمات علنية وحضور مجتمعي كبير وتبث جلساتها عبر مختلف الوسائل الاعلامية كانت كفيلة ان تكون رادعا قويا لمن تسول له نفسه قتل نفس اي كانت.

وحتى لا يكون الكلام مرسلاً، فإن تطبيق العدالة امر حتمي والاسراع في تنفيذها ينجي الكثيرين من الوقوع في مستنقع الجريمة.

حقيقة لقد تولد لدينا شعور بالريبة بان الدماء سوف تسفك دون اكتراث، وكأن الجناة موقنون انهم سينجون من حبل العدالة، مستشهدين بذلك طول امد المحاكمات وانتهاء البعض منها بالتسوية.

فان تاخر صدور الاحكام وتنفيذها يخلف تداعيات سلبية على المجتمع وانتشار الجريمة، فطبيق الحكم الشرعي في القتلة باسر وقت ممكن يعتبر حجر الزاوية الذي تنطلق منه العدالة لتصل إلى المواطن.

ان افتقار المحاكم في البت بالقضايا عاجلا جعلها تفقد ثقة المواطن بها ويثير حفيظة الكثيرين بانه لا عقاب للجناة سوى الجلسات والمرافعات وينتهي الحال بالجناة الى المساومة وسفك دم آخر.

لقد أصبحنا في زمن تجردت فيه الناس من الانسانية ومنزوعة من الرحمة.

ماشاهدناه، وسمعناه خلال الأيام القليلة الماضية من جرائمَ وحشيةٍ تقشعر لها الأبدان، وتتقزز منها النفوس.. تجرد أصحابها من كل معاني الإنسانية، ليصبحوا وحوشاً بشريةً، لأمرٌ في منتهى الخطورة.

يجب الوقوف أمامه بحزم، ومسؤولية والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه مجرد التفكير بمثل هذه الجرائم..

ومن هنا تبدو أهمية سرعة تطبيق العدالة بين المواطنين والحد من النزوات الشيطانية التي تكون ضحيتها نفس برئية حرم الله قتلها الا بالحق.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى