قهر(باء)

 

 

ابين ميديا _  بقلم _  شوقي دوشن.

تأتي صغيرتي ذات الأربعة الأعوام مهرولة نحوي و تدلف باب الغرفة. وتحملق بسقف الغرفة هناك حيث تتدلى المروحة بشفراتها الثلاث التي بدأت تتباطأ حركة دورانها رويدا رويدا.ترفع سبابتها الصغيرة وتشير للمروحة التي بدأت تتوقف عن الدوران لتستغل الرطوبةالخانقةوالجاثمة والكامنة في زوايا الغرفة اللحظة وتعلن احتلالها لكل شبر فيها.بدأ العرق مباشرة بالتسلل إلى جبهتها وهي تقول لي:(بابا…طفت القهرباء ) .هكذا خرجت من فمها بعد أن نطق بها لسانها الصغير .أبتسم لها وأوافقها ما قالته.لكنني تعجبت من نطقها لكلمة الكهرباء وبطريقتها العفوية (قهر(باء) ) عتدئذ قلت لها :(لقد سميتيها بما يليق بها )!!. لم تفقه شيئا رأيت ذلك من بريق عينيها المتسائلتين. ربت على رأسها ثم انطلقت خارجة .
بعد أربع ساعات تعود راكضة من جديد (با.با.بابا .. عادت القهرباء)ثم وقفت لبرهة تحت المروحة تنظر إليها وتتنفس بعمق ، تسارعت شفرات المروحة في الدوران منتجة هواء ساخنا لا غير.تحملق الصغيرة فيها وكأنها تتوسل إليها أن لا تتوقف عن الدوران مجددا.

 

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى