ذات الصوت الرقيق

سالم فرتوت
رن جوال الأعرج ‘ضغط على رمز السماعة الأخضر’وقال :(الوه) وفوجئ بصوت نسائي أرق من نسمة على حد تعبيره’لابد أن المتصلة أخطأت الرقم’بيد أنها سرعان ما ردت عليه قائلة:(استاذ صالح سالم؟)
(نعم يابنتي!)
وفوجئ بالمتصله تغازله:(أنا معجبة.اشوفك كل يوم وانت تمر بجوار منزلنا).
كانت في الاربعين من عمرها كما أخبرته’الفرق بينهما عشرون عاما ..قالت له أنها أرملة كان زوجها مهاجرا ومات في حادث سيارة’واحس في صوتها بالأسى.وقد كرهت الرجال لولا أنها رأتهِ
احس الأعرج في تلك الليلة بشئ لم يمر بفؤاده البتة
لم يدر أن المتصلة قد رددت نفس هذا الهراء الذي تقول له الآن لأشخاص آخرين.بينهم مدراء في سنه وشبان.
كانت الساعة تقارب العاشرة’خشيت أن ينفد رصيد جوالها قبل أن تتمتع بالحديث إليه.صحيح أنه ليس مسؤول كبير لكنه في نظرها بألف من هؤلاء الفاسدين.
وتتغنج المتصلة’ويعانق سمعه صوتها الذي تحرص على أن تضمنه إغراء جعله ينفر من صوت زوجته الاجش.قالت له:(رصيدي بايكمل ياحبييي).لو استطيع لاشترييت لك أرصدة العالم.هذه هيه النسوان.
كان يقف على عصاه مستندا إلى جدار منزل الجيران.
مضى إلى البقالة القريبة’ طلب من صاحب البقالة رصيدا بثلاثة ألف ريال’بعد أن لطش المتصل الرصيد ‘عاد وتواصل معه ثم قال له::(أخوي عفوا .)واغلق الهاتف.
واتصل بمسؤول كان قد أقام معه علاقة عبر جواله’ورق لها قلب المسؤول’وهي تشكو له سوء الحال المادي ‘وكانت اتفقت مع صاحب بقالة ان يتسلم من العشاق اياهم عطاياهم ومن هؤلاء شاب عشريني إخوته مهاجرون سكن حارتها.
تمنى لو يقابل ذات الصوت الانثوي الذي ذهب بخيالات من تواصل معهم بعيدا لقد تخيلوا صاحبه امرأة في غاية الجمال كلها ذوق وحنيه افتقرت إلى مثلهما زوجاتهم.
وفكر جميعهم في الزواج منها لولا أنها زعمت لهم أنها بعد المرحوم اقسمت ألا تتزوج ولكنها ستنظر في الامر’ وقد تعيد النظر في قرارها.والح عليها صالح سالم ان تفعل قائلا:(افعليها ياحياتي’ولش مني دي تبيه). وكاد يرد عليه:(عاد ألاانت ياعريجا يابوك لاعدم الرجال لانا حرمة مش باتزوجك).
فقد كان المتصل رجلا أعرج مثله حل محله في جمعية المعاقين’واوقعه في الحب هو الذي لم يحب امرأة طيلة حياته.
كما أوقع قبله وبعده آخرين. وهاهو صالح سالم يحدث بعض المقربين إليه عن وقوعه في الحب’من مجرد سماع صوت الحبيبة.كالشاعر القديم الأعمى الذي عبر عن عشقه لصوت الحبيبة بقوله:(ياقوم اذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين احيانا).

24نوفمبر 2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى