30 نوفمبر قداسة تضحيات وانتصار شعب

 

 

كتب/ علي الحاشي

لا النار لا التقتيل يثني عزمه
لا السجن لا التنكيل لا الاعدام

لا يفاجئني هذا الانطباع العام، الباهي، الطاغي، عند أبناء الجنوب قاطبة، بقدسية هذه المناسبة المجيدة

ولا يفاجئني هذا التنافس المحموم بين محافظاته في أحيائها بحفاوة وعنفوان وزخم ثوري يتجدد ويسّتعر، كل عام

فالمواطن في الجنوب على امتداد جغرافيته من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا، يستشعر القيمة الوطنية والتاريخية لهذه المناسبة التي ارتبطت في وجدانه بمحطات ومآثر بطولية سطرها الرعيل الأول من الثوار الجنوبيين ضد المستعمر البريطاني وسياسته التعسفية المتجاهلة لمطالبة في الحرية والاستقلال، وإقامة دولته المستقلة
ويقف بإجلال أمام نجاح ذلك الرعيل رغم فارغ الامكانات في صناعة فجر الاستقلال الأول وإعلان دولته الجنوبية المستقلة بعد 129 عام من الاحتلال

ولكن ما فاجأني هو الزخم والعنّفوان والحفاوة التي يحتفي بها براعم وزهرات الجنوب جنب إلى جنب مع الآباء والأمهات والشيوخ في لوحة فنية بهية تمتد من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا.

والتي نستشرف منها إن الأجيال المتاعقبة في الجنوب على درب اسلافها سائرة ترفض بشراسة ما افرزته حرب صيف 94، من احتلال همجي بربري غاشم جثم على صدر الجنوب، وتشارك في مقاومته بكل الوسائل الممكنة، بما فيها المشاركة الفاعلة في إحياء المناسبات الوطنية الجنوبية واستحضار امجاد التاريخ الجنوبي المجيد واستلهام دروسه في التضحية والفداء لإذكاء روح المقاومة وطرد المحتل الجاثم على أرض الجنوب منذو 33 عام بمختلف مسمياته (الوحدة و الفيدرالية والاقاليم)

ولهذا فإن ما شاهدناها اليوم من احتفالات بالعيد 56 للاستقلال المجيد 30 نوفمبر ، لأطفال وشباب وشابات من مختلف الأعمار توّاقة للحرية مفعمة بالحيوية ومشحونة بكل هذا العنفوان والزخم الثوري المتجدد ، جاء ليجسيد حالة الرفض المستعرة في وجدان الشعب الجنوبي للوضع القائم وليؤكد الرغبة الجامحة لديه في السير في طريق الكفاح والحرية وصناعة فجر الاستقلال الثاني واجتثاث اسوأ وأبشع أحتلال عرفه الجنوب في تاريخه

الرحمة والخلود لشهدائنا الابرار والشفاء للجرحى

وعاش الجنوب حرا أبِيا

بقلم/ علي الحاشي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى