نوفمبر واتفاقيات الخيانة

 

كتب ـ سالم فرتوت

وقع اولها سالم ربيع علي في القاهرة يوم 28اكتوبر عام 1972م بعد اقل من خمس سنين على استقلال الجنوب عن اخبث وأخطر استعمار’وتبع اتفاقية القاهرة بيان طرابلس الذي وقعه رئيس وزراء الجنوب علي ناصر محمد مع محسن العيني رئيس وزراء الجمهورية العربية اليمنية في 28نوفمبر من نفس العام.
ثم وقع الاتفاقية الثانية عبدالفتاح إسماعيل في الكويت مع علي عبدالله صالح’ولم في يوم 30مارس عام 1979م لم يكتب لاتفاقيتي الخيانة الاولين النجاح.فالظروف الدولية والمحلية لم تكن ملائمة وإلالسلم سالمين الجنوب ولما ينعم شعبه باستقلاله عدا سته أعوام’ِ ولكان فعلها عبدالفتاح الذي تمت إطاحته بعد عام على توقيع اتفاقية الكويت.
لقد ظننا_ نحن الجنوبيين_ان مايسمى بالوحدة اليمنية لاتعدو أن تكون قضية وهمية فرضت علينا وأن وطننا في مأمن منها.لكن الجار الشمالي استغل تلويح نظام عدن ببلدنا لتسليمه باسم تحقيق الوحدة اليمنية حتى إذا حلت الذكرى
الثانية والعشرين لاستقلاله قدم ا لرئيس الداهية صالح. إلى عدن ليطرح على امين عام مايسمى بالحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض مسألة إقامة نظام فيدرالي بيد أن البيض حسن النيات أصر على أن تكون وحدة اندماجيه وقع اتفاقيتها الثالثة في نفق التواهي يوم 30نوفمبر عام 1989م كان ينبغي أن يسلم البلاد في الذكرى الثالثة والعشرين لاستقلال الجنوب
‘ لكنه اختصر المدة الزمنية من عام إلى نصف العام!
قبله وقع سالم ربيع اتفاقية الخيانة الأولى’ ولما يمر على استقلال الجنوب ماخلا خمسة أعوام تقريبا.ثم وقع الرفيق اياه اتفاقية الخيانة الثانية في الكويت في 30مارس عام 1979م بعد اقل من اثني عشر عاما على استقلال الجنوبِ.
بدأ كما لو أن مقترفي الأخطاء القاتلة في الجنوب على عجلة من أمرهم لاستدعاء الطامع التاريخي في الجنوب لاحتلاله كانواكالكلبه براقش تلك التي دلت الأعداء على قومها.
وهؤلاء فرضوا علينا مايسمى بالوحدة بالسيف’وراحوا ينادون بها ويلوحون ببلدنا لتسليمه دون قيد أو شرط باسم تحقيق الوحدة التي هي في الحقيقة’ كما اتضح لنا’ احتلال ناعم’ بعد أن عجز الجار الشمالي عن احتلال الجنوب بالقوة’ احتلال جلبناه بأيدينا أو جلبه لنا البيض وحزب الحماقات التاريخية الذي لم ينضج.
بعد الاستقلال مباشرة بعث نظام صنعاء برسائل إلى الرئيس قحطان الشعبي ليسلم الجنوب باسم تحقيق الوحدة بيد أن الرجل لم يلب دعوتهم حيث تعلل بما أسماه وحدة أداة الثورة أولا. وهو بذلك نأى بنفسه عن توقيع اتفاقية خيانة تعترف للآخر باحقيته في وطن قائم بذاته .
لكن لرئيس الناضج فكريا وسياسيا ونفسيا تمت الإطاحة به من قبل عديمي الشعور بالمسؤولية الذين لم يكتفوا بادعاء أن الجنوب جزء من اليمن وانه شطر منه بل شنوا حربين لفرض الاحتلال على الجنوب بالقوه من قبلهم هم كما حصل في فبراير عا1979م ردا على تلويح نظام صنعاء يفرضها بالحرب واذ هدد اليمانية بالحرب بادر نظام عدن وشنها هو.
لم يدرك تيار التطرف’ اليساري الارعن في الجنوب خطورة زعمه بأن الجنوب جزء من البلد الواقع إلى شماله فعندما اقترح الرئيس قحطان الشعبي في أول اجتماع للجبهة القومية بعد الاستقلال تسمية بلده دولة عدن أو دولة حضرموت تصدت له الثيران الهائجه بقولها:(من يقول نحن يمن واحد).وجاراها الرئيس علها تنضج لكنها أبت إلا أن تستمر في غيها وتطيحه ليس للاستيلاء على السلطة فحسب وإنما لحرف توجهه السياسي العقلاني الرشيد!
لتمضي بالجنوب إلى طريق مسدود’اذ مضوا به في طريق التطرف اليساري الماوي أولا بقيادة سالم ربيع علي’ثم البرجنيفي بقيادة عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد. وآخر الحماقله المدعو البيض.
ومعلوم لدينا أن الرفاق اياهم ذبحوا بعضهم بعضا بحجة الحفاظ على نهج الثورة التقدمي ذلك النهج الذي أبقى البلاد كماهي’مع التلويح به لتسليمه لمحتل طالما طمع فيه ليس لتحقيق ماافترضوه أنه وحدة يمنية ولكن طمعا في مساحته وثرواته فلم يفكر قط بمنطق الرفاق الساذج الداعي إلى تسليم بلد لم يفوضهم أحد من شعبه للتصرف فيه.كما فعل البيض آخر تلك الحماقات التي قدر لها أن تنجو من موت محقق ليقترف تلك الخيانة المتمثلة بالتخلي عن وطن قائم بذاته’ كان قدره أن يتحكم به هو واضرابه.
إننا لنتساءل اليوم ترى ماذا كان يريد البيض باثارته الفوضى في الجنوب منذ اليوم الأول للاستقلال’لقد زعم هو وعصابة الفوضى انهم يريدون تصحيح مسار الثورة وأن الرئيس الشعبي وأنصاره العقلاء تيار يميني رجعي فهل كان عفاش يساريا تقدمبا ليسلمه البيض وطنا دافع عنه أهله’وهل كان عبدالرحمن الارياني يساريا هو والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ليسلمهم سالمين الجنوب.
ترى ماذا كان يريد البيض. واضرابه الفوضويون في الجنوب ؟
لقد الحقوا الجنوب وهو وطن قائم بذاته بجاره الشمالي واستعارواله اسمه بدلا من صفة العربي التي توافق عليها حكامه في سعيهم نحو توحيده في إطار فيدرالي تمهيدا لقيام دولة مركزية تذوب جميع كياناته السياسية في إطار دولة واحدة أخر السعي إليها واعاق قيامها المستعمر البريطاني الذي صنع قوى سياسية معادية للجنوب اتخذت من ايديولوجيات الوهم مرجعا لسياساتها المعادية للجنوب بسبب انخراط المهاجرين فيها ممن وجدوا في تلك الأيديولوجيات المطالبة بالحاق الجنوب بالبلد الجار ضالتهم المنشودة.فعملوا ومعهم حفنة ضالة جنوبية على استدعاء محتل اليوم الذي استعصى عليه ألجنوب لتسليمه هدية لطالما تطلع إليها ليس من أجل تحقيق أوهام القومجيين والاممميين الكذبة الذين حولوا فيما بعد بلدنا إلى مناطق متعاديه ليطلق عليها العشماوي البيض رصاصة الرحمة’ومالبث أن اكتشف الحقيقة المرة وهي أن الطرف الآخر لم يكن ليفكر بنفس منطقه الساذج وإنما كان أسير اطماعه وحقده الدفين على البلد الذي قاومه شعبه وحكامه ذوو النخوة والعزة والكرامة ولم يمكنوه من احتلاله فسلمه هو على طبق من ذهب تنفيذا لاتفاقية الخيانة الثالثة التي وقعها مع الداهية صالح في الذكرى الثانية والعشرين لاستقلاله ‘ولم يصغ لنصح أحد .فكان جزاؤه الحكم بالإعدام بتهمة الخيانة.ولقي نفس مصيره الذي حل محله بعد حرب 1994م.! وهاهما وبقية الشلة العبيطة مشردون تعضهم انياب الحسرة.
ونحن هنا نعاني إحساس ضياع وطن واستحواذ الطرف الآخر على كل شئ فيه.ثرواته التي حجر عليها نظام العبط لينعم بها المحتل اليمني’ وتجارته التي استحوذ عليها المستوطنون الذين لم يدعوا شيئا إلا تاجروا فيه بما في ذلك مساويك شجر الأراك.
كان البيض وحزبه يجهلون الكثير عن البلد الجار الذي افترضوا أن الجنوب جزء منه وهنا تكمن ا
مشكلة نظام جنوب خطوة الخراب في 22يونيو عام 1969م ولو كانوا يدركون_ وهذ اماكان ينبغي عليهم_ طبيعة المنظومة السياسية والتركيبه القبلية المعقدة والذهنية التي تحكمها والتي كانت تنظر إلى الجنوب باعتباره مرعى غني بالثروات وينبغي احتلاله وإذ لم يتمكنوا من ذلك وجدوا من يسلمه لهم كما تسلم عجوز ساذجة النذر لقيم على أحد الموتى ممن كانت لهم كرامات في حياتهم.
وهانحن منذ 34عاما تقريبا نشكو ونبكي ضياع وطن ومامن أحد يصغي لنا لأن قياداتنا السابقة لم تصغ لأحد والبيض اكبر دليل على ذلك.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى