مراحيض ٢٢مايو

أبين ميديا
كتب ـ سالم فرتوت

أطلقوا على مراحيض مدينتنا مراحيض الوحدة’في المدينة الأخرى القريبة منها أسموها مراحيض ٢٢مايو! لينشروا ثقافة الوحدة فالناس في الجنوب الذين ضللهم نظامها السابق بها أصبحوا يجاهرون بالتذمر منها’بل وخرجوا في تظاهرات غاضبة منددة بما أسموه الاحتلال اليمني.لذا لابد من غرس ثقافة الوحدة في نفوس الجنوبيين ولاسيما الشباب! وكانت المفاجأة أن مواليد الوحدة هم أكثر رفضا لها!
وكانت نغمة الهواتف تتغنى بالوحدة’والناس تزداد رفضا للاحتلال واصرارا على استعادة البلد المغدور به إذ نال البيض من الشتائم مالم ينله ابليس الرجيم’ولما يزل الجنوبيون يحملونه تلك الخطيئة’مع أنه كان مثلهم ضحية أوهام فرضت عليه’وكان إن لم يقترفها هو سيقترفها غيره.
المهم أن القائد الرمز’افتتح في اليوم التالي مراحيض ٢٣مايو واستمع إلى كلمات الثناء شعرا ونثرا في المهرجان الذي أقيم لمناسبة افتتاح مراحيض٢٢مايو.
وألقى أحدهم كلمة راح يعدد فيها المشاريع التنموية التي تم إنجازها فأمره الرئيس:(اختصر!) ثم انبرى بقامته القصيرة مرتديا بدلة أنيقة ‘وراح يتحدث عن الوحدة المباركة وعن شعب الجنوب الوحدوي الرافض لدعوات الانفصال’لكن الحقيقة هي غير ذلك.
فبعد أيام خرجت تظاهرات ضخمة يطالبه الجنوبيون فيها بالرحيل’ورفعوا صور البيض الذي مالبث أن اكتشف الحقيقة المرة بعد أن القى بنفسه في التهلكة شأن فراشه مسكينة اغراها ضوء النار! ذلك أن الطرف الآخر ماكان ليفكر بمنطق حزبه العبيط’بل كان أسير اطماعه وحقده الدفين على البلد الذي تصدى لها أهله وحكامه ذوو النخوة والعزة والكرامة في فترات سابقة.
وهاهو باسم الوحدة يشن عليهم الحروب في عقر دارهم ويستفزهم بها بأن يطلق اسمها ويومها المشؤوم على منجزاته المرحاضية في حين خرب كل شيء طيب.فلم يبق لهم زراعة ولاتعليم ولاصناعة إلا مسه بسوء!
ولم يفرحوا بمرحاض الوحدة ومرحاض ٢٢مايو فكلاهما اسمان يستفزان الروح الجنوبية التي تستنكف الاحتلال أيا كان وتحت أي مسمى.

سالم فرتوت
١٩سبتمبر٢٠٢٢م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى