رئيس مجلس إدارة البنك الاهلي يكتب : هل ” بن مبارك ” يمتلك ذلك ؟


كتب / أ.د. محمد حسين حلبوب *

بناءا على البيانات التي اعلنها محافظ البنك المركزي في لقائه الاخير، يمكن تلخيص المشكلة الاهم التي تواجه حكومة ( بن مبارك)، بالتالي :

1– يبلغ متوسط الايرادات الشهرية للحكومة الشرعية الموردة الى البنك المركزي عدن في الاشهر الاخيرة حوالي ( 26 مليار ريال ).

2 — يبلغ متوسط الانفاق الشهري على ( الاجور والمرتبات وما في حكمها ) حوالي ( 88 مليار ريال ).
3 — يبلغ متوسط الانفاق التشغيلي الشهري، للحكومة الشرعية، حوالي ( 20 مليار ريال ).
4– يبلغ متوسط الانفاق الشهري على الكهرباء، حوالي ( 96 مليار ريال ).
ملاحظة :
يبلغ متوسط الانفاق الشهري على (( الاعاشه ))، ( 12 مليون دولار ) تقريبا، — لم يتحدث عنها محافظ البنك المركزي –.
5– يتم تغطية ( العجز )، في الميزانية الشهرية — حوالي ( 178 مليار ريال ) –. من خلال بيع حوالي ( 120 مليون دولار شهريا )،– في 4 مزادات اسبوعيه –، وذلك بالسحب من ( الهبه السعودية )، المخصصه لدعم ميزانية الحكومة الشرعية — جاءت لتغطيه ( العجز ) الناتج عن توقف ايرادات تصدير النفط والغاز، نتيجة هجمات ( الحوثي ) على موانىء حضرموت وشبوه –.

6– حولت المملكه العربية السعودية الدفعه الاولى من دعم الميزانيه، بمبلغ ( مليار ريال سعودي )– حوالي ( 266.7 دولار ) –، في 3 اغسطس 2023م. باستخدامها تم تغطية ( العجز ) في ميزانية الحكومه الشرعية لمدة شهرين ونصف تقريبا.
7– بانتهاء الدفعه الاولى، من ( الهبه السعودية )، توقف البنك المركزي عن تنظيم المزادات الاسبوعية لبيع العملات الاجنبية من31 اكتوبر 2023، الى 24 يناير 2024م. اي لمدة ( 85 يوم ). وتوقف المزادات ادى الى التالي :–
أ– انخفاض العرض من العملات الاجنبية في السوق.
ب– انخفاض احتياطيات البنك المركزي من العمله المخلية ( الريال ). وبذلك انخفض مستوى السيولة لديه. وبالتالي تعثر الدفع المنتظم للرواتب والاجور.
8– لتغطية الطلب على ( السيوله المحليه ) اضطر البنك المركزي الى انزال ( بنكنوت ) من ( فئة 200 ريال ). ولكون ( فئة 200 ريال )، غير مرغوبا بها. فان سرعة دورانها تكون اعلى — ( قانون جريشام )–،
9 — وهكذا تظافرت عوامل نقص العرض من العملات الاجنبية — توقف المزادات — مع زيادة الطلب عليها، من اجل تغطية استيراد متطلبات رمضان، وعيد الفطر المبارك. عززت ذلك، الزيادة في ( السيوله المحلية ) الناتجه عن انزال عمله سيئه ( فئة ال 200 ريال ).
فكان من الطبيعي ان يرتفع سعر صرف الدولار ليتخطى (حاجز ال 1500ريال ) ، ثم ( حاجز ال 1600ريال )، ويقترب من ( حاجز ال 1700ريال )، للدولار.
10– باستلام الدفعه الثانية من ( الهبه السعودية )، عادت مزادات البنك المركزي لبيع العملات الاجنبية، وبالتالي تحسن مستوى العرض من العملات الاجنبية. وكذا تحسن مستوى ( السيولة المحليه )، من ( الريال ) لدى البنك المركزي. وبالتالي سوف تتحسن قدرته على دفع رواتب واجور موظفي الدوله.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، سوف تزداد تحويلات المغتربين لذويهم. وبالتالي سيزداد العرض من العملات الاجنبية.

لذلك — ان لم يظهر طارىء — فاننا نتوقع انه مع حلول شهر رمضان المبارك، سوف يستقر سعر الصرف ثم يتراجع قليلا باذن الله.
11– ستعود المشكله الى الظهور بعد شهرين ونصف تقريبا. وذلك بسبب ( زيادة الطلب ) على العملات الاجنبية، لتغطية نفقات حجاج بيت الله الحرام، واستيراد متطلبات عيد الاضحى المبارك، و( نقص العرض ) من العملات الاجنبية، بسبب انتهاء الدفعه الثانية من ( الهبه السعودية ).
ستعالج المشكله ( موقتا ) باستلام الدفعه الثالثه، من ( الهبه السعودية )، وزيادة تحويلات المغتربين مع عودة حجاج بيت الله الحرام….
وهكذا دواليك، ستستمر المأساه، تتكرر، مرتين الى ثلاث مرات سنويا. وسنظل ندور في ( حلقة مفرقه ) من ( التكرار الحلزوني المتفاقم)، لازمات تدهور سعر صرف العمله المحليه. ولن يتوقف دوران ( حلقة الافقار ) هذه، الا اذا امتلك ( بن مبارك )، الجرأه والشجاعه والرؤيه الصائبه، لكيفية التخلص من ( الثقب الاسود لدعم الكهرباء)، و ( الثقب الاسود للفساد )، دون المساس بالاستقرار السياسي والامني.

فهل ( بن مبارك ) يمتلك ذلك ؟
اعتقد ذلك.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى