غلطة سياسية

كتب العميد – صالح علي بلال

كثير ما يدفع السياسيين اثمان باهضة نتيجة اخطاء يرتكبونها .
حزب الاصلاح اليمني يغلف مشاريعه السياسية بما يتواكب مع اهدافه الانية لكن لا يتنازل عن اهدافه المخطط لها وفق برامجه وخططه السياسية كل ما سنحت له الفرص لتحقيقها .
في العام ١٩٩٠م عارض قيام الوحدة وغلفها بغلاف ديني ان الحزب الاشتراكي ومن في حكمه كفار ولا يجوز التوحد معهم وان الاحزاب تتعارض مع نهجهم الاسلامي وعندما اعطاهم علي عبدالله صالح الضوء الاخضر بان يشكلون حزب سياسي يتحالف مع المؤتمر الشعبي ضد الجنوب وضد الاشتراكي حللوا الاحزاب وقالوا لا يجوز فصل السياسة عن الدين وبذلك خالفوا النص الديني الذي ادعوا به وشنوا حملت التصفيات لقيادات الجنوب في شوارع صنعاء والذي كانت الشرارة الاولى وأول معاول الهدم في جدار الوحدة اليمنية ، وعندما سنحت له الفرصة في حرب ٩٤م قاموا بتكفير شعب الجنوب وحلوا نهب الجنوب وتدمير جيشه وامنه ومؤسساته وتسريح جهازه العسكري والوظيفي
وهكذا كان موقفهم في حرب ٢٠١٥م ضد المد الحوثي بانهم حزب سياسي وليس دوله او امن او جيش يحمون الدوله من جحافل الحوثي والحرس الجمهوري العفاشي.
لكن عندما بدأ التحالف بدعم المقاومة في بداية ٢٠١٦م سارعوا الى لبس رداء المقاومة وشكلوا الوحدات العسكرية من بين اعضاهم وتلاميذهم وافرغوا وزارة التربية من المعلمين ووزعوا عليهم الرتب والنياشين وسيطرت ماكنتهم الاعلامية ونهبت انتصارات المقاومة وجيرتها لقوها ومتنفذيها وامتدت ايدهم عبر جمعياتهم وتفريغاتهم ومكوناتهم الى المعونات الاغاثية والطبية وحتى العسكرية وسيطرت عليها ووجهتها لتخدم نشاطها الحزبي واستعباد المستهدفين من المعونات ليكونوا انصار لهم نظير فتات من معونات خيريه اغلبها انتهت صلاحيتها واستخدامها الادامي في مخازن جمعياتهم وفروعهم .
فشل الاصلاح في السيطره على المقاومة الجنوبية والقوى السياسية الحية في الجنوب واستخدم القوة مروراً بغزوة خيبر واخواتها وانتهى بالتمرد على مجلس القيادة الرئاسي والسلطة المحلية في محافظة شبوة .
هزم الاصلاح في شبوة وبذلك اختتم ملف الفشل جنوباً وخسر الرهان وفقد ميزان القوة ..
لكن الغباء السياسي جعله يكشف حقائق نهب المجهود الحربي وخذلانه للتحالف وغلط غلطته السياسية بكشف اوراقه التي سبق وكشفها سياسو الجنوب بان كل ما يجمعه الاصلاح والقوى النافذة في الشمال من معدات عسكرية وقوى بشرية يعده لاحتلال المناطق المحرره وليس لتحرير المحتل منها
وكان العرض العسكري في مارب شاهد حي على قدرات الاصلاح العسكرية واثبت تخادمه مع الحوثي لنهب مقدارات الدوله اليمنية والتحالف وكان ذلك العرض الشاهد الاكبر على حقيقية ما يطرحه ابناء الجنوب واثبات تخادم الحزب والقوى المتنفذة في الشمال مع المشروع الحوثي ضد الجنوب والمشروع العربي ككل.
ولم يشفع للجنوبيين فتح الحصار عن مارب وتحرير حريب ومناطق من العابدية والجوبة وذي ناعم وكان الجزاء منهم تخوينهم وارسال جحافلهم المهزومة في مارب الى عتق لاحتلالها وقتل ابناء الجنوب .

وعليه نقول للتحالف هل بقي ماء وجه او عذر تعذرون هؤلاء ومتى ستقولون كلمة الفصل
انتـــــهى

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى