لا تنفع مع الهلال المسكنات و المضادات

كتب ـ محمد العولقي

.هلال يفترس..و لا يترك للنمور ما تقتات عليه..
كان الاتحاد تحت الضغط دائما..ضغط فارق هدفي الذهاب..و ضغط الغيابات..و ضغط التدفق الجماهيري الكبير..و ضغط منافس في أحسن أحواله..
كانت رهانات غاياردو قليلة على أي حال..و خيارات الدكة محدودة..ليست النوعية التي تهز شعرة واحدة من رأس جيسوس..
جيسوس هذا الثعلب كان يعلم أنها مباراة الاستثارة النفسية..كان يعلم أن وجه الاتحاد القاتم قد يستعيد قليلا من ماء الحياة بشحن اللاعبين معنويا و استثارتهم نفسيا..
الهلال بثوابته البشرية و بخبرة لاعبيه أمكن له أن يمتص كثافة الاندفاع الهجومي للاتحاد..
كان الهلال يترك معظم الاستحواذ للاتحاد..لكن وميض التحولات الهجومية السريعة كان لها مفعول السحر..
للأمانة لعب الاتحاد كما ينبغي..رغم الظروف و لعنة الإصابات.. و خروج فابينيو..حاول كثيرا..لكن من سوء حظه أن أخطر فرصه صادرها حارس الهلال محمد العويس..بينها كرة لرومارينو ردها القائم الأيسر..
المباراة كانت مشحونة بالتوتر.. و بالكثير من الاندفاع البدني القوي.. و بالالتحامات العنيفة..كانت المساحات مخنوقة تماما..و الشد العصبي حاضر بقوة أيضا..
جيسوس الثعلب لعب المباراة بوجهين..وجه انكماشي لاستنزاف الاتحاد بدنيا و ذهنيا..ثم شوط الانقضاض بالتحولات الهجومية السريعة..
هذا التحول التكتيكي في الشوط الثاني منح الهلال مساحة المباغتة..مساحة الانقضاض على النمر الجريح..
ثم من هذا سافيتش؟
إنه تحفة فنية تساوي نصف رسم جيسوس التكتيكي..تجده هو ترمومتر كل التحولات..يتحكم في النسق و في الإيقاع معا..يحسب له أنه الوحيد الذي خلق ثغرة في عمق دفاع الإتي جاء منها هدف الظهير الأيسر ياسر الشهراني..
هدف استفز الاتحاديين..اندفعوا للأمام حتى مع طرد حمد الله..و كان لابد أن يأتي العقاب بمرتد تكتيكي على أعلى مستوى..أنهاه ميتروفيتش بتمريرة ساحرة للمندفع مالكوم الذي سجل الهدف الثاني بمهارة..
الواقع أن نيفيز كان بطل المنطقة الجمركية في محور وسط الهلال..لم يسمح للنمور بالمرور..كان يخرب البناء و يفتك الكرات..و يسد كل الثغرات..كما أن كوليبالي أبطل مفعول كرات خطيرة في العمق..
انتهى كل شيء بصورة طبيعية للغاية.. فرض المنطق نفسه..و دفع الاتحاد ثمن الظروف السيئة التي يمر بها جراء ازدحام عيادته بالمصابين..
الهلال أمواجه عاتية..و حكايته مع افتراس الأرقام القياسية تتواصل على قدم و ساق..فإلى أين أيها الزعيم؟

محمد العولقي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى