الحوار الجنوبي

أبين ميديا
كتب ـ صالح علي الدويل باراس

وصلت لجنة الحوار الجنوبي الداخلي الى شبوة بعد ان اكملت لقاءاتها في محافظتي حضرموت والمهرة وستجتمع بالطيف السياسي والمدني والقبلي الشبواني والحوار ليس خطابا في ملعب وحشد الجماهير له بل له الياته ويستهدف قوى سياسية ومدنية ومجتمعية وتجارية ، وهو الطريق الآمن للجنوبيين للوصول الى حقهم الوطني وصياغة عقد اجتماعي يضمن حقوق الجميع في حوار لا يستثني احد ليس من باب اقامة الحجة بل ان تجارب الجنوب الممتدة من ليلة استقلاله الى حرب الحوثي الحالية توجب ان ينخرط الجنوبيون في حوار جاد على ارضية الجنوب وسقف استقلاله ولا يستثني نخب جنوبية سقفها اقل من سقف الاستقلال يجري التوافق معها على التعبير عن وجهة نظرها دون الاصطفاف مع اعداء مشروع الجنوب فالجنوب يسع الجميع

لكن ماهو الجنوب الذي نريده ؟

بالتاكيد ليس جنوب الاشتراكي ، فمع ان فرض اليمننة سبب رئيسي في صراعات الجنوب لكنه ليس الوحيد فالى جانبه اسباب ذاتية في التجربة ذاتها التي نقلت مصالح الانقساميات السياسية التي ادارت الجنوب طويلا الى العاصمة وجعلتها مركزية في تجربة شمولية مركزية ادارتها بطريقة التنازع ومحاولات الاستحواذ فاختلفت وتصارعت وتقاتلت وفشلت واوصلت الجنوب الى وحدة ماحسبت حسابات التناقض مع دولة القبيلة/ الطائفة في صنعاء فتحولت في الجنوب الى “اداراة بالاستعمار” ، باعترافهم ، ونصّبت لها واجهات وطرفيات حزبية ارتبطت معها وبها لكنها لم تستطع ان تمثل الجنوب الذي ظل قضية وطنية عصية على التنصيب ، ولذا فان التجربتين مهما كان تسويقهما واعادة انتاجهما صارا جزء من التاريخ الجنوبي للعظة وعدم التكرارا “ومن جرّب المجرّب حلّت به الندامة”

ان من اهداف الحوار “الانصاف والشراكة” في كل المؤسسات وعدم انتاج الماضي في كافة المجالات من خلال معالجة قضايا تراكمية سياسية واجتماعية واسباب الصراع السياسي منذ الاستقلال ومناقشة الخطاب المناطقي ووضع آليات لتغليب الخطاب الوطني عليه باستيعاب الوطني في مؤسسات الدولة وهيئاتها المدنية والعسكرية والبدء من الان لاننا في الواقع نصنع نواة الدولة
التجارب المؤلمة والاخفاقات سواء ماقبل الوحدة او بعد ان تحولت الوحدة الى “ادارة بالاستعمار” توجب الحوار ومعالجة صراعات الماضي ومخلفاتها سياسيا ومجتمعيا على قاعدة ان الجنوب لكل ابنائه في صياغة مستقبل وطنهم الجنوبي وتحديد معالم دولتهم الفيدرالية المنشودة يدير كل محافظة ابناؤها ويستفيدوا من خيراتها وثرواتها بما يحقق تنمية مستدامة لها اقتصاديا واجتماعيا وعلميا

8أكتوبر2022م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى