المؤسسة العامة للاثاث صرح شامخ بين معاناة التهميش والاهمال المتعمد

أبين ميديا  / تقرير/ عبدالله الصاصي

المؤسسة العامة للنجارة سابقا ( المؤسسة العامة للاثاث والتجهيزات المدرسية ) حالياً ، الموقع محافظة عدن مديرية التواهي مدينة القلوعة .

هذه المؤسسة التي حضيت باهتمام الرئيس الشهيد سالم ربيع علي ومن بعده الرؤساء الذين تناولوا عرش السلطة تباعاً ٩.

المؤسسة العامة للنجارة والتي تم تأسيسها في العام ١٩٧٤ م ، وكانت محل أنظار الجميع ، من رؤساء ووزراء ومسؤولين في أجهزة الدولة ، وذلك لتميزها من بين كل المرافق الحكومية في الانضباط من حيث المواعيد المحددة للانجاز والدقة في العمل وحسن الجودة .

المؤسسة الوحيدة التي لم تتعرض للقصف خلال الحروب التي مرت ولا للنهب حينها ، ففي حرب ١٩٩٤ حباها الله بالأمن والأمان وحينما كانت القيادة والعمال أكثر تماسكا في الحفاظ على الصرح العملاق الذي شمخ منذ الانطلاقة حتى ذلكم الوقت ، والذي كانت المؤسسة خلاله تعيش حالة الزهو والانفتاح الاكثر على أسواق منتجات الاثاث ولتصبح حينها على قمة الريادة حيثما حلت منتجاتها ذات الأصالة والجودة التي تحاكي ماض عتيد وحاضر تليد ملبيا للذوق الراق في الزمان والمكان .

لم تكن المؤسسة العامة للنجارة مكان يجمع بين جدرانه مجموعة من الموظفين والعمال المهنيين ، بل كانت معلم تاريخي ومدرسة تخرج من بين ثناياها جيل من الحاذقين في فن النجارة والعمارة وصناعة السفن الشراعية وآلات الطرب .

المؤسسة العامة للاثاث والتجهيزات المدرسية بمسماها الذي ضهر بعد الوحدة الاندماجية بين الشطرين ، تلك المؤسسة التي زاد بريقها وتظاعف إنتاجها إبان الفترة التي كانت خلالها تتبع وزارة التربية والتعليم .

في تلك الفترة المنصرمة وصل انتاج المؤسسة إلى ( ٣٠٠٠ ) آلاف كرسي مدرسي مزدوج ، وبذلك فقد استطاعت المؤسسة على تاثيث المدارس والجامعات كليا بجميع لوازمها من الأثاث الراقي _ كراسي وطاولات أساتذة ومكاتب مدراء وخلفيات إدارية للكتب والملفات وكنب الاستقبال .

لكن حالها وبعد فطامها من وزارة التربية والتعليم لم يسر ، ومن بعدها ، المؤسسة الاقتصادية العسكرية التي عملت معها المؤسسة في شراكة ظلت تتأرجح بين السقوط والنهوض فتارة كنا نراها تزهو ، وأخرى متدنية إلى مرحلة الهبوط إلا القليل من الإنتاج الذي لا يغطي الحاجة للمدارس والجامعات وحاجة المواطن من الاثاث المنزلي .

في الآونة الأخيرة كان لي شرف الزيارة للمؤسسة الفسيحة من حيث المساحة التي تتسع لتكون مصنع ضخم لايضاهيه آخر ، وعلى تلك المساحة تتربع الهناجر الموزعة على الأرض المملوكة للمؤسسة العريقة ، وفي داخل كل من الهناجر خطوط إنتاجية منتظمة لتمرير المنتجات حتى تصبح جاهزة وفي متناول الذوق الرفيع للشاري ، كانت مؤسسة أو مواطن .

خطوط إنتاجية مدعمة بآلات التصنيع من ماكنات التقطيع مروراً بالصنفرة والدهان ووصولاً لمواقع التخزين المؤقت قيد الانتظار للتسويق ، وكذا مايذهب منه للترويج والبيع في باحات المعارض التي تمتلكها المؤسسة في الحواضر .

وفي الزيارة التي التقيت خلالها بالمدير العام للمؤسسة العامة للاثاث والتجهيزات المدرسية ، الاستاذ محمد جعبل محمد والذي رافقني خلال تلك الزيارة القصيرة ، وفي جولة على أرصفة ذلك المكان المناسب لإقامة الصرح الشامخ حينما تكون الدولة انظارها في اتجاه رفع وتيرة العمل وتشجيع المنتج الوطني .

ونحن نمر أمام تقاسيم المبنى ومايحويه من المعدات القادرة على التصنيع للمنتجات إلا من تشطيبات طفيفة ، واليات نقل الاثاث إلى جميع المحافظات تحتاج لبعض الإصلاحات .

وأثناء الشرح الذي كان يقدمه المدير الشاب محمد صاحب الطموح نحو الآفاق المستقبلية في حال وجد الدعم لإعادة النهوض .

وفي تلك اللحظات كادت تخنقني العبرات وأنا وشاهد المكان الذي يعج بالامكانات الضخمة ، والقيادة صاحبة الهمة ممثلة بالشاب الخلوق محمد والذي وجدت فيه روح الاخلاص في العمل ، والمعاملة الحسنة لمن تحت لواءه من العمالة الذين توزعوا هنا وهناك وهم منهمكين في العمل ، لكن ذلك العدد القليل من العمال هو ما زاد من الالم والحسرة التي انتابني وأنا اتذكر حجم العمل والعمال الذين كنت اشاهدهم في كل الاتجاهات ذهاباً وإيابا في زمن الانتعاش الحقيقي للمؤسسة وحينما كانت تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية حينذاك .

وما لم أكن أتوقعه في الزيارة هو ذلك الماطور الكهربائي الصغير الذي شاهدته يعمل ولا يكاد يغطى سوى القليل من العمل في المؤسسة التي لديها ثلاثة من المواطير الكهربائية الكبيرة التي تغطي العجز الكلي ، وتدار المؤسسة من خلالها بماكناتها ومكاتبها الإدارية في حين ينقطع التيار عن المدينة التي تقع فيها المؤسسة .

كلمات معبرة جاءت على لسان المدير العام محمد جعبل اوكلها إلي لإرسالها عبر المنابر الصحفية والإعلامية وعلى أمل أن تجد صداها لدى القيادة العليا ، للنظر في حال المؤسسة العامة للاثاث ، والتوجيه بسرعة الدعم لإصلاح الخلل الطفيف في المعدات وإعادة عجلة التشغيل .

المدير محمد تقدم بالشكر لوزير الدفاع الداعري الذي قدم دعم للمؤسسة لتعاود النهوض ، ولكن ذلك ليس بكاف مالم تعمل الحكومة على توجيه مذكرات لمدراء العموم في الهيئات والمؤسسات الحكومية بالتعامل مع المؤسسة كلما حانت الحاجة لتاثيث الإدارات وإصلاح الخلل الطارئ فيها .

وخلال الزيارة التقيت بالاخوة مدراء بعض الإدارات في المؤسسة ، حيث التقيت كل من مازن الحريري مدير الشؤون الإدارية ، وياسر النخلاني مدير قسم الأصول من المعدات والأراضي الخاصة بالمؤسسة واراض العمال المشاركين في نظام الجمعيات السكنية ، كما التقتيت مدير الشؤون القانونية المهندس عارف المنتصر ومدير الإنتاج ناصر علي عقلان ، وبوجودهم كان اللقاء أكثر متعة ، وذو شجون وهم يلقون على مسامعي كيف كان الصرح وكيف هو الآن ، والمطلوب لإعادة النهوض وعز الشموخ .

وفي الأخير لايسعنا إلا أن نقدم الشكر للمدير العام لمؤسسة الاثاث محمد جعبل محمد والنواب المشاركون في اللقاء الودي في رحاب المؤسسة ، والذي نأمل من وراءه أن تصل رسالة المؤسسة العامة للاثاث والتجهيزات المدرسية إلى جهات الاختصاص لعمل اللازم .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى