من الكلاسيكو!!

جاء لقاء الكلاسيكو هذه المرة مشبعا بالكثير من الأخطاء الفردية و التكتيكية.. محملا بسيناريوهات لم تكن في الحسبان..
بدأ أن خيار الضغط المتقدم الذي اختاره تشافي هيرنانديز نهجا أربك خطوط ريال مدريد..
في الواقع كان التصور المبدئي موفقا.. لأن برشلونة كان يعلم أن فارق الطراوة البدنية ستمنع لاعبي الريال من الخروج الآمن بالكرة..
و لقد ارتبط برشلونة بهذا السبق التكتيكي المهم و نجح في الشوط الأول من منع وسط الريال من البناء..
و فوق هذا أمكن لبرشلونة أن يحقق تفوقا استراتيجيا و تكتيكيا مع بداية المباراة..
التفوق الاستراتيجي ترجمه لاعب المحور كريستينسن إلى هدف رأسي بخطأ مزدوج في التقدير من الحارس لونين أولا و توني كروس ثانيا..
التفوق التكتيكي ظهر في منع الثلث الهجومي للريال من التنفس بحرية.. و هو ما جعل بيلنجهام يعود للخلف كثيرا.. في حين كان لوكا مودريتش يجاهد لإخراج الشعرة من العجينة..
في الواقع تأتي جزئيات صغيرة غير متوقعة تقلب الأمور رأسا على عقب..عندما اختنقت شاكلة الريال جماعيا كان الحل الفردي هو قشاية الإنقاذ و التحول..
سوء توقع كوبارسي الصغير أو سوء حظه أو قلة خبرته منحت فاسكيز ركلة جزاء..جاء منها هدف التعادل لفينيسيوس..
هدف أعاد للريال توازنه النفسي في وقت كان لامين يامال يحوم من ميمنته متعبا كامافينغا الذي بدأ و كأن خيار الدفع به كظهير مغامرة تكتيكية أخلت بتوازن الدفاع..
حقيقة لا أحد يدري لماذا تخلى برشلونة في الشوط الثاني عن أسلوب الضغط المتقدم..؟
هل لأن إصابة فرانكي دي يونج قطعت حبل الوثاق التكتيكي؟ أم أن خروج كريستنسن كشف عورات العمق أكثر و أكثر..؟
كارلو أنشيلوتي صحح أوضاع المنظومة التكتيكية بعد ذلك..لكن قبل هذا منح القدر برشلونة فرصة قتل المباراة و التحكم بالإيقاع و إفراغ الريال من حصانته النفسية بهدف ثان سجله البديل فرمين لوبيز.. بخطأ مزدوج أيضا من الحارس لونين و دفاع الريال الذي كان تمركزه سيئا جدا..
أنشيلوتي اتخذ قرارا مصيرا من الناحية التكتيكية..أعاد تشواميني إلى مركزه في محور الوسط..قرار أعاد كل الانضباط للوسط.. تلاه سد ثغرة كامافينجا يسارا أمام الخطير لامين..عندها أصبح الريال بقيادة مودريتش و فالفيردي قادرا على الخروج بالكرة دون ضغط..
و كما كان الريال كريما بأخطاء دفاعه و حارسه..جاراه دفاع برشلونة في منسوب الأخطاء..فجاء هدف التعادل من لوكاس فاسكيز من نقطة الضعف خلف كانسيلو..
ثم بدأ أن أنشيلوتي قد اقتنع بالنقطة البيضاء تحسبا لأي يوم أسود..تغييراته كانت تشير إلى ذلك..
ما لم يكن في الحسبان حدث..
برشلونة بلا سبب تراجع..كان يتأرجح بين أكف الزمن المتبقي..عندها أيقن لاعبو الريال أن الرصاصة الأخيرة في الجيب..جاءت الحقيقة صادمة.. ملتهبة..عصية على التصديق..لكن الواقعة حدثت..دياز تحول إلى مارادونا.. اخترق جبلا من الدفاع دون ضغط..مرر إلى المتألق فاسكيز..و منه عرضية إلى أهم لاعب يحسن التحرك بدون كرة..و من غيره.. إنه جود بيلينجهام الذي وضع الكرة في الشباك..و انتهت حكاية الكلاسيكو المثير للجدل تماما كما يحدث في الأفلام الهندية..
الواقعية قادت الريال إلى كسب مباراة الموسم..
نعم مباراة الموسم.. لأن طيور أنشيلوتي البيضاء طارت بأرزاق الليغا..و الإعلان الرسمي بات مسألة وقت..

محمد العولقي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى