معاً لإنهاء التعصب الرياضي الأعمى

كتب ـ أحمد باشغيوان

مع جريان البطولات الرياضية ، لابد أن نتوقف عند ظاهرة التعصب الأعمى في التشجيع ومن حق اي نادي أن يكون له مشجعين ومؤيدين يناصرونه في كل مشاركاته المختلفة ولكن في حدود الأدب والألتزام بقوانين اللعبة والتشجيع الحضاري .

الله سبحانه وتعالى فطر الإنسان على أن يكون له ميول وانتماء حيث لايمكن الفرد منا أن يغير انتمائه اوميوله فتتجه ميول الفرد مثلاً ليشجع نادي اوفريق من الفرق الشعبية المنتشرة في مدن وقرى مناطق محافظتنا حضرموت من دون أن يعلم لماذا يشجع هذا النادي أو الفريق بالذات ، إذن فهذه أشياء فطرية بحتة .

من هنا يجب علينا أن نؤمن بالفكرة السائدة أن الرياضة بشتى فروعها تعتبر هواية وفنا يمارسه اللاعبين والرياضيين من أجل الحصول على مختلف البطولات لإسعاد هذا الجمهور الكبير الذي يقف بجانبه في كل المناسبات الرياضية لذلك يجب على كل الجماهير الرياضية التحلي بالأخلاق الحميدة واحترام الرياضة وعدم الإساءة إليها والالتزام بالتشجيع الحضاري البعيد عن اي تعصب أعمى .

فمن الواجب على كل إدارات الأندية والفرق المتنوعة وضع اللافتات قبل اي مباراة أو لقاء رياضي و أن توعي جمهورها ومشجعيها التوجيه الصحيح نحو المعنى الحقيقي لمفهوم الرياضة ومعنى أن تكون ذا روح رياضية عالية فهذا واجب وطني لابد أن يحتذي به كل جماهير الأندية الرياضية على مختلف انتماءاتها التنظيمية .

يبدو أن التعصب الرياضي أصبح سمة للكثير من متابعي كرة القدم لأنها تحظى بالإهتمام الأكثر على مستوى الأنشطة الرياضية الأخرى دون أي منازع والغريب في الأمر أن تصرفات بعض المشجعين المتعصبين معروفين لإدارات الأندية والمسئولين الرياضيين ولكن لايحركوا ساكن ضدهم لإيقافهم ومحاسبتهم بشكل كبير وبدلاً من إبعادهم يتودد إليهم الكثير مقابل مايقومون به من مشاكل في المدرجات بين الجماهير أو بعد نهاية المباريات لضرب الحكام أو اللاعبين وهؤلاء للأسف الشديد بفعلهم هذا يسيئون لأنديتهم ولأنفسهم وينقلون الرياضة من تنافس شريف إلى تنافس مشحون بالعداوة والكراهية .

حتى لاتكون لهذه الفئة القليلة تأثير على الغالب من المشجعين الذين هم بعيدون عن الوقوع في مثل هذه الأخطاء التي تهدم ولاتبني ، نريد من المشجعين والمسئولين الرياضيين أن يجعلوا هذا التنافس في ميدان يسوده الحب والتآخي بين اللاعبين أنفسهم من الفرق المتنافسة وبين الجماهير المختلفة أيضاً والبعد عن كل مايعكر صفو هذه العلاقات بينهم ، نريد أن يمد المشجع يده إلى أخيه مصافحاً فما يربطهم أقوى من مباراة كرة قدم ، فالرابط هو الدين أقوى رابط بين المسلمين في كل أصقاع العالم .

فلذلك عندما يستشعر هذا الرابط وقوته يبتعد عن التعرض لإخوانه من المشجعين واللاعبين والحكام بالعبارات المسيئة والكلمات الغير لائقة والبعيدة عن أخلاقنا وعادتنا وأصالتنا الحضرمية والابتعاد عن الاحتكاك بالأيدي ليكون بينهم صراع خارج الملعب لاطائل منه ، فينبغي الإبتعاد عن مثل هذه الأمور وضبط النفس في مدرجات الملاعب وبين اللاعبين داخل الملعب ومن يجد في نفسه عدم القدرة على ذلك يبعد نفسه عن الملاعب .

وأنا أتكلم بشكل عام للجمهور الرياضي الذي يميل لجميع الأندية ولا أقصد نادياً بعينه فالهدف اكبر من الخوض في الحديث عن جمهور نادٍ دون غيره بل أن الهدف أكبر وأسمى من ذلك بكثير لأنه يتعلق بالمساهمة مع الآخرين الغيورين على عدم حدوث الاحتكاكات البعيدة عن الأخلاق الرياضية في الملاعب وخارجها والعمل على تقديم التوجيه لإخواني الجماهير التي دائما ماتذهب إلى الملاعب كما يحثنا ديننا على ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لاتحاسدوا ولاتباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا ) أو كما قال : عليه أفضل الصلاة والسلام ‹ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى › هذه الإخوة التي نريدها بين اخواننا المشجعين نسأل أن يوفقنا وإياكم لكل خير .

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى