مع احتفال شعبنا الجنوبي بذكرى فك الارتباط .. أبناء الجنوب يجددون المطالبة بعودة دولة الجنوب واستعادة هويتها ومؤسساتها.
أبين ميديا / تقرير / حمدي العمودي
تحل على أبناء شعبنا الجنوبي الثائر المناضل ذكرى عظيمة كانت نتاج انطلاقتها بعد غدر أبناء الجمهورية العربية اليمنية بشعب الجنوب العربي عقب توقيع الشراكة والوحدة اليمنية المشؤومة التي كانت سبباً في نهاية وتمويق وتدمير جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب. وفي حرب 94 واحتلال الجنوب عسكريا، عمدت قوى صنعاء اليمنية إلى ممارسة ارتكاب المجازر وجرائم القتل وتدمير كل مؤسسات دولة الجنوب السابقة كالمرافق الحكومية ومعسكرات الجيش الجنوبي وسرقة المصانع والمستشفيات والبسط على الأراضي، ثم شرعت في طمس هوية الجنوب. حيث إن الحرب العدوانية والاحتلالية التي شنتها قوى اليمن الشمالي والتي تم بموجبها احتلال الجنوب عسكريا وإسقاط مبدأ الوحدة والشراكة مع الجنوب، والتي تُعدُّ حربا عدوانية على بلد وشعب لكونها متعارضة مع القوانين الدولية التي لا تجيز فرض الوحدة باستخدام القوة العسكرية.
ولقد هلت علينا ذكرى 21 مايو 1994م لإعلان فك الارتباط بعد أن فشلت الوحدة الاندماجية بين الدولتين خلال سنواتها الأولى من خلال محاولة الطرف الآخر الاستحواذ على كل شيء وتهميش الطرف الجنوبي من مراكز القرار في الدولة. ويمثل 21 مايو الذي يحتفل به الجنوبيون من كل عام أولى مسارات النضال الجنوبي ضد الاحتلال اليمني وتجديداً لذكرى استكمال التحرير والاستقلال.
حيث أصبح فك الارتباط أمر واقعي وملموس وعلى شعب اليمن قبول ذلك، حيث سيستمر النضال الجنوبي حتى يصل إلى تحقيق الهدف المنشود والمتمثل بإعلان الاستقلال الثاني وبناء الدولة الفدرالية الجنوبية الحديثة وعاصمتها عدن.
حيث تعتبر ذكرى فك الارتباط ذكرى تاريخية بما تحمله من معاني الخلاص من الاحتلال والهيمنة والإعلان عن مرحلة جديدة للجنوب بعد سيناريوهات الإجرام والإبادة بحق إبناء شعبنا الجنوبي.
حيث حاولت قوى الاحتلال اليمني إعادة إنتاج الاحتلال بواسطة حرب الخدمات والاقتصاد في أسلوب قذر ومتعمد لإذلال شعب الجنوب الصامد في وجه قوى الاحتلال التي تناوبت عليه لمحاربة شعب الجنوب ولكنها لن تفلح وسيخيب مسعاها.
فإعلان فك الإرتباط في 21 مايو 1994م جاء بعد أن غدر الشمال بشعب الجنوب وأصدروا الفتاوى بتكفيره وإهدار دمه وشنوا ضده حرب ظالمة لم يسلم منها الحجر والشجر ، طمعا في أرضه وثروته.
ويعتبر الــ21 مايو 1994م ذكرى فك الارتباط نقطة تحول في مسار النضال الشعب الجنوبي لاستعادة دولته، بعد ان فشل مشروع وحدة الظم والالحاق والتهميش والإقصاء الممنهج للشعب الجنوبي، حيث كانت الانطلاقة لكفاح طويل توج بانتصارات عظيمة لشعب الجنوب. ولقد قطع المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي شوطا كبيرا في إيصال صوت شعب الجنوب إقليميا ودوليا واعتبار قضية شعب الجنوب قضية محورية لأي حلول سياسية شاملة ومستدامة.
واطلق نشطاء وكُتّاب وإعلامييون وسياسيون جنوبيون وسم تحت شعار#اعلان_فك_الارتباط والذي اجتاح منصة أكس العالمية، والتي لاقت تفاعلاً كبيراً بين أبناء شعبنا الجنوبي في مختلف محافظات الجنوب وفي خارج الوطن.
وقال الاستاذ فضل محمد حسين «الجعدي» عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الامين العام للامانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، لم يكن إعلان فك الارتباط في مثل هذا اليوم 21مايو إلا إعلانا سياسيا على فشل الوحدة وموتها بعد ان لطخت بالدم.
جاء ذلك في تغريدة نشرها في صفحته الشخصية بصفحات التواصل الاجتماعي« اكس- فيس بوك».
وأضاف الجعدي: لم يكن اعلان فك الارتباط في مثل هذا اليوم 21 مايو الا اعلانا سياسيا على فشل الوحدة وموتها بعد أن لطخت بالدم على أيدي همجية القبيلة والعسكر والدين السياسي قتلوها بدم بارد وحولوها بحرب 94 القذرة الى احتلال متخلف للجنوب وانقلاب على الشراكة وكل المواثيق والاتفاقات.
ماذا قال المجلس الانتقالي الجنوبي عن ذكرى فك الارتباط؟
يتوجه المجلس الانتقالي الجنوبي، بأطيب التحايا لأبناء الجنوب في الوطن وفي بلدان الاغتراب، وللقوات المسلحة الجنوبية، ولكافة شرائح ومكونات شعب الجنوب، بمناسبة الذكرى “30” لإعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، وهو الإعلان الذي جاء نتيجة لحرب اجتياح الجنوب في 94 والتي نتج عنها استباحة الجنوب أرضاً وانساناً وعمدت إلى قهر شعبنا ومصادرة إرادته وهويته الوطنية.
لقد شكل قرار فك الارتباط في 21 مايو 1994، رفضا لمحاولة الهيمنة على الجنوب بالحرب من قبل قوى الجمهورية العربية اليمنية، القبلية والعسكرية والدينية، كما شكّل هذا الإعلان واقعا جديدا للجنوبيين يرفض فيها نتائج حرب 94، وانبثقت عنه المشروعية القانونية لاستعادة وبناء دولة الجنوب، وفق ما أكد عليه بيان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في منطقة أبها في يونيو 94، وبيان تجمع دول إعلان دمشق، وقراري مجلس الأمن الدولي 924 و 931 لعام 1994م، والتي أكدت على عدم مشروعية فرض الوحدة بالقوة، ومعالجة مشكلة الوحدة بالحوار وهو الأمر الذي لا تزال قوى نظام 7 يوليو 1994م إلى اليوم تتهرب منه، الأمر الذي ولّد الشرعية الثورية لكل مكونات العمل الوطني الجنوبي، لمقاومة الاحتلال بكل اشكاله وعبر مختلف مراحل مسيرتها النضالية.
وينتهز المجلس الانتقالي الجنوبي المناسبة ليجدد التزامه الوطني واستمراره في العمل على تحقيق أهداف ثورة شعب الجنوب التحررية والمقاومة الجنوبية، بانجاز مشروع فك الارتباط، وبناء دولة التنمية والأمن والاستقرار في الجنوب على أسس المواطنة والعدالة والمساواة والشراكة الوطنية، التي أرساها ورسخها التوافق الوطني الجنوبي، في اللقاء التشاوري والميثاق الوطني الجنوبي، كأسس ومبادئ رشيدة لبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة الحديثة.
ويحيي المجلس الانتقالي الجنوبي، تلاحم وصلابة جماهير شعبنا وقوات الأمن والجيش الجنوبي، في التصدي بكل شجاعة لكل محاولات استهداف الجنوب في جبهات القتال مع مليشيات الحوثي الإرهابية، وفي مواجهة التنظيمات الإرهابية في مسرح العمليات، ومواجهة كافة أشكال الاستهداف لقضيتنا وإرادتنا الوطنية، سياسيا واقتصاديا وخدميا، وعسكريا، وأمنيا، بإرادة وطنية لا تلين ولا تعرف سوى الانتصار.
المجد والخلود لشهداء الجنوب
الشفاء العاجل للجرحى والحرية للمعتقلين.
وكتب الدكتور صدام عبدالله رئيس قطاع الصحافة بالمجلس الانتقالي الجنوبي المستشار الإعلامي الخاص للرئيس عيدروس الزُبيدي، مقالاً صحيفاً حول ذكرى فك الارتباط قال فيه:
يحتفل شعب الجنوب اليوم، بالذكرى الثلاثين لإعلان فك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية. ويعتبر هذا اليوم رمزًا للنضال الطويل لأبناء الجنوب من أجل استعادة دولتهم وتقرير مصيرهم، وإحياءً لذكرى إعلان الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض، عودة دولة الجنوب وفك ارتباطها عن الشمال.
وأكد الدكتور صدام بأن هذا اليوم يمثل لحظة فارقة في تاريخ الجنوب، حيث جاء إعلان فك الارتباط بعد أربع سنوات من الشراكة الفاشلة في الوحدة التي انتهت بانقلاب قوى صنعاء وشن حرب دامية على الجنوب.
وأضاف الدكتور صدام أن إعلان فك الارتباط عبّر عن تطلع شعب الجنوب نحو الحرية والاستقلال بعد سنوات من التهميش والقمع. ورغم التحديات والصعوبات التي واجهها الشعب الجنوبي على مر السنين، إلا أن شعلة الأمل في تحقيق استعادة الدولة ظلت متقدة.
وأوضح الدكتور صدام أن الذكرى الثلاثين لإعلان فك الارتباط هي فرصة للتأمل في الماضي واستخلاص الدروس والعبر من تجارب النضال الطويلة، وأيضًا لتجديد العهد بالمضي قدمًا نحو تحقيق أهداف الشعب الجنوبي المشروعة في إقامة دولة جنوبية مستقلة ذات سيادة.
وأشار إلى أن الجنوب اليوم يواجه تحديات جمة، منها التخلص من تبعات الحروب اليمنية على الجنوب، وتحقيق الاستقرار والأمن، وبناء دولة حديثة تلبي تطلعات شعب الجنوب. ومع ذلك، فإن الإرادة القوية والعزيمة الراسخة لدى الشعب الجنوبي تبشر بمستقبل واعد، يمكن فيه تحقيق الحلم بدولة مستقلة.
وشدد الدكتور صدام على أن الذكرى الثلاثين لإعلان فك الارتباط هي مناسبة للتأكيد على عدالة قضية شعب الجنوب وتصميمهم على تحقيق استقلالهم وبناء دولتهم مهما كانت النتائج.
فيما كتب الدكتور حسين العاقل مقالاً صحيفاً حول ذكرى فك الارتباط قال فيه:
يصادف يوم الثلاثاء 21 مايو 2024م، الذكرى 30 للإعلان التاريخي لفك الارتباط عن وحدة الضم والإلحاق، التي انتهجها نظام الجمهورية العربية اليمنية، حيث مارس ذلك النظام القبلي المتخلف، اساليب المكر والخداع مع قيادة نظام دولة الجنوب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وقبل على مضض بالوحدة اليمنية الاندماجية في عام 1990م.
وبعد أقل من ثلاثة أعوام على تلك الوحدة التي قامت على المكر والخداع السياسي من جانب نظام سلطة صنعاء، اعلن المجرم علي عبد الله صالح (عفاش) ورموز سلطته القبلية، عن تدشين الحرب الدموية في 17 ابريل 1994م لاحتلال اراضي دولة الجنوب واجتياحها، بعد ان كان قد ضمن خداع ضعفاء النفوس من القيادات الجنوبية، وكسب ولاءهم بالمال المدنس والإغراءات التافهة للوقوف معه او في أحسن الأحوال الوقوف على حياد من تلك الحرب الظالمة.
وفي أوج تلك الحرب العدوانية التي حشدت لها مراكز قوى نظام صنعاء جيوشها العسكرية، ومقاتليها القبلية، وكتائب عناصرها القاعدية الافغانية، وانصار شريعتها الإرهابية، لاحتلال أرض الجنوب، كان لزاما على المناضل رئيس دولة الجنوب علي سالم البيض الشروع الرسمي بإعلان فك الارتباط وهذا ما تم فعلا في يوم 21 مايو 1994م.
وعلى الرغم من شرعية وقانونية إعلان فك الارتباط، إلا أن الموقف الإقليمي والدولي، لم يستجيب له وبقي موقفه متفرجا ومتخاذلا، بما فيها موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت بأن قصف العاصمة عدن وحصارها واحتلالها يعد خط أحمر وعملا غير مقبول كما صرحت حينذاك، لكنها بعد أن عرض عليها نظام صنعاء ممثلا بوزير خارجيتها الدكتور عبد الكريم الايراني، بمنحها مصالح واسعة وكثيرة، تراجعت عن موقفها وغضت طرفها عن ما لحق بالعاصمة عدن من معاناة وعذاب لأبنائها، ومن تدمير وخراب لمساكنها ومنشٱتها ومرافقها الحكومية العامة والخاصة، جرى تلك الحرب العبثية المشؤومة.
ومن يوم سقوط العاصمة عدن بيد جيوش نظام صنعاء في 7/7/ 1994م، فقد شهدت مؤسساتها ومرافقها وممتلكاتها الإنتاجية والصناعية لعمليات نهب وسلب واقتلاع ليس على مستوى العاصمة عدن فحسب، وإنما طالت تلك الأساليب غير المشروعة نهب واستباحة عواصم المحافظات (لحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة).
لقد شكل يوم أعلان فك الارتباط دافعا معنويا للنضال السلمي وقاعدة حماس نفسية وروحية لدى أبناء الجنوب، لشعورهم بالقهر والضيم والهيمنة والاستبداد، وما لحق بهم من قتل ونفي وإقصاء وتهميش وانتهاكات مجتمعي يتعارض كليا مع حقوق الإنسان العالمية، ومع القوانين والشرائع السماوية.
وعلى مدى 30 عام من يوم اعلان فك الارتباط،حدثت مستجدات وتطورات مهمة وحاسمة، تلخصت بقيام الحراك السلمي الجنوبي عام 2007م، الذي اثمرت تضحياته وادواره العظيمة، عن قيام وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يخوض عملا ونشاطا سياسيا ودبلوماسيا وعسكرا، بهدف اقتلاع خديعة فرض الشراكة مع حكومة الشرعية اليمنية، وانتزاع الحق السياسي باستعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة.
وكتب الباحث والمحلل السياسي والعسكري ثابت حسين صالح تحليلاً مقال صحيفاً حول ذكرى فك الارتباط قال فيه:
في الذكرى 30 لإعلان فك ارتباط دولة الجنوب “جمهورية اليمن الديمقراطية” عن وحدة 22 مايو 1990م مع الجمهورية العربية اليمنية. نناقش في هذا المقال باختصار شديد وتركيز حيثيات هذا القرار الجنوبي والوضع الراهن والمستقبلي بإذن الله تعالى.
لن نخوض في الجوانب القانونية الصرفة، لأن هناك متخصصون قانونيون ومنهم أساتذة القانون الدولي، مثل الدكتور ابوبكر السقاف والدكتور عادل بكيلي، قد تصدوا لهذه المهمة بنجاح وبرهنوا على قانونية إعلان فك ارتباط الجنوب في 21 مايو 1994م، وكذلك قانونية الحق التاريخي والقانوني والسياسي والثقافي لشعب الجنوب في دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة على ارضه وعاصمتها عدن.
لكن سنشير فقط إلى أن هذا القرار الذي أعلن بعد حوالي ثلاثة أسابيع من إعلان الحرب على الجنوب من قبل نظام صنعاء في 27 أبريل 1994م وهي الحرب المبيتة، وهو ما يعني عمليا انتهاء وحدة 22 مايو 1990م وما سبقها من عمليات تقويض لاتفاق 30 نوفمبر 1989م و تجيير استفتاء 1991م وانتخابات 1993م لصالح الجمهورية العربية اليمنية (الشمال) وإقصاء الجنوب سياسيا وشعبيا واحتلاله بالقوة المسلحة.
لذلك كان إعلان الرئيس علي سالم البيض لفك الإرتباط عن وحدة الغدر في يوم 21 مايو 1994م، كان متوقعا وطبيعيا،بعد اجتياح قوات نظام صنعاء لكل مناطق الجنوب حتى اقتحام عدن في 7/7 من نفس العام إيذانا باحتلال الجنوب وفرض نظام الجمهورية العربية اليمنية عليه بالقوة الغاشمة، التي نقلت وركزت ما يقارب من ثلثي الجيش اليمني على أراضي الجنوب.
وإذا كان “فك الإرتباط” لم يتحقق عمليا على الأرض حينها، بفعل عوامل تفوق القوة الغاشمة لنظام صنعاء وتآمر وتخاذل القوى العظمى وبعض دول الإقليم…فقد شكل ذلك القرار السند القانوني لانطلاق النضال الجنوبي متعدد الوسائل والطرق وخاصة بعد ثورة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007م.
فأصبح قرار استقلال الجنوب مسنودا بإرادة شعبية كاسحة، وهو ما مكن الجنوبيون من الانتصار العسكري والسياسي على الغزاة الجدد عام 2015م.
وجاء تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو 2017م إعلانا واشهارا للحامل السياسي وقيادة وتمثيل شعب الجنوب لانجاز استقلاله وسيادته.
لذلك فإن احتفال الجنوبيين بذكرى إعلان فك الإرتباط يأتي تجسيدا وتأكيدا وتصميما على إنجاز وإحقاق الحق المستحق لشعب الجنوب في الاستقلال والسيادة على أرضه للخروج من حقبة الاحتلال والاضطهاد والحروب والمجاعة، وهو ما يتوجب أن يدعمه اشقاء وحلفاء الجنوب في الإقليم وعلى رأسه المملكة ومصر والإمارات وكذلك القوى العظمى التي تواجه بهذا اختبار جاد للمصداقية.
فيما كتب الاستاذ اديب صالح العبد مقالاً صحيفاً حول ذكرى فك الارتباط قال فيه:
يحتفل شعبا الجنوبي الصامد اليوم 21 مايو 2024م بالذكرى الثلاثين لاعلان فك الارتباط مع الجمهورية العربية اليمنية، والذي اعلنه السيد الرئيس علي سالم البيض في 21 مايو من العام 1994م , وذلك بعد فشل الوحدة السلمية بين البلدين في 22 مايو من العام 1990م والتي يحتفل يوم غدا الموافق21 مايو من العام 2024م بالذكرى الرابعة والثلاثين لاعلانها , والتي حولها نظام العربية اليمنية الى احتلال للجنوب أرض وإنسان قبل أن يجف حبر قلم التوقيع عليها .
لقد راح مئات الكوادر من ابناء الجنوب في السنوات الاولى للوحدة ضحايا الاغتيالات السياسية اثناء تواجدهم بصنعاء التي غادروها للنجاة بانفسهم , من وحدة علقوا عليها الكثير من الآمال , ولم يضعون في حسباتهم نوايا الغدر والخيانة من الطرف الآخر .
بعد معرفة نظام صنعاء من خلال نتائج الانتخابات النيابية التي اجريت في ال 27 من ابريل من العام 1993م, والتي افرزت ان ابناء الجنوب حسموا جميع الدوائر الانتخابية من خلال انتخاب جميع مرشحين الحزب الاشتراكي , وهو مااوحى لنظام صنعاء بان ابناء الجنوب كشفوا الاهداف الحقيقية التي يخطط ويسعى لها نظام صنعاء باسم الوحدة , وبداو يخططون لمسلسل الحرب لاجياح الجنوب .
اعلن نظام العربية اليمنية الحرب على الجنوب من ميدان السبعين في صنعاء في ال 27 من ابريل من العام 1994م , حاشدا جحافل القبائل , ومستخدمين الفتاوي التكفيرية الدينية والتي اباحت الدماء والاموال , هذه الفتاوي التي ظل الجنوب ينهب تحتها.
اجتاحت قوات صنعاء العاصمة الجنوبية عدن في السابع من يوليو من العام 1994م ضاربه بجميع قرارات مجلس الامن الدولي عرض الحائط ,, وبدعوات ومناشدات الاشقاء العرب التي كانت تدعو الى عدم تقدم قوات صنعاء وان الوحدة خيار وليست قرار ولاتفرض بالقوة .
ولازلنا نتذكر مقولة الارياني للدكتور مسدوس ( للعنا الجنوب ومابقي الا الهظم , وسياتي جيل لايعرف الشمال من الجنوب ) وشعارات ( الوحدة او الموت ) التي فرضها نظام صنعاء بالوانه السياسية والقبلية والدينية ,ومنع ابناء الجنوب من ممارسة حرية الراي والتعبير , وتوزيع تهم الخيانة والانفصال لكل من لم يبيع نفسه وثوابته ومبادئه , ولم ينحني للاغرات والمناصب .
زرع نظام صنعاء النعرات والعنصرية والثار القبلي بين ابناء الجنوب مستخدما جميع السياسات , من فرق تسد الى سياسة العصاء والجزرة , وسياسة الترغيب والوعيد , وتجزئة المجزاء الى اجزاء , واستنساخ الاحزب والصحف والشخصيات , لاخضاع الجنوب واستسلامه وقبوله بالامر الواقع .
اليوم وبعد سنوات طويله من كفاح ونضال شعبنا الصامد , وبرغم افشال جميع المؤامرات , لازال وبكل اسف هناك ثله من ابناء الجنوب يقفون ضد المشروع الوطني الجنوبي الذي يقوده المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي , ولاينظرون للوقائع على الارض في الشمال , الذي اصبح بقبضة الحوثيين من لاصفة دستورية بماكان يسمى بدستور الجمهورية لهم بالشمال , منطلقين من نظريتهم بحقهم في استعادة المملكة المتوكلية الهاشمية التي سلبت منهم في ال 26 من سبتمبر من العام 1962م .
الوحدة خيار وليست قرار والشعب في الجنوب قرر السير نحو استعادة دولته , وقدم في سبيل ذلك الالاف الشهداء والجرحى , وهذا الحق كفلته جميع الشرائع والاديان والقوانين الدولية , ولايستطيع احد ان يجبر شعب الجنوب لتغيير قناعته للخروج من وحدة الضم والالحاق والغدر والخيانة , ومن بقفون ضد المشروع الوطني الجنوبي خوفا على مصالحهم الشخصية فقط , والوقوف مع مشاريع عابره للقارات والحدود , فلن يجنون الا الويل والثبور .
اليوم وان اختلفنا مع المجلس الانتقالي , ولكن علينا ان لانختلف مع الجنوب كوطن وهوية وخيار لابديل ولارجعه عنه , سننتقد المجلس الانتقالي لاصلاح اي قصور او خلل , وليس لهدمه , فهو الحامل السياسي الوحيد والمفوض من شعب الجنوب , وسفينة الوطن
حفظ الله شعبنا وقيادتنا السياسية والعسكرية , والرحمة لشهدائنا الابرار , والنصر حليفنا بإذن الله تعالى.