انتحار اطفال المدارس .. مسؤولية المدرسة أم الأسرة ؟

كتب ـ عدنان سعيد

تألمت كثيرا عندما قرأت خبرا مفاده انتحار طفل في مدينة الحبيلين محافظة لحج.. وهو في الثانية عشرة من عمره.

أي انه في الصف الخامس او السادس من مرحلة التعليم الأساسي..

خبر محزن جدا طفل في مقتبل العمر يقبل على إنهاء حياته بهذه الطريقة البشعة، طفل لم تُحمِّله الدنياء عنائها واثقالها بعد.

ولكن ما الذي اوصله لهذا التصرف؟ أهي الأسرة، المجتمع أم المدرسة أم آخرون؟

لكن هنا سأتحدث عن التقصير الذي بسببه انتحر هذا الطفل بل وغيره من الاطفال..

كيف لطفل يقدم على الانتحار وهو تلميذ بالمدرسة، اين الدور التربوي الذي يفترض ان يغرس في عقول اطفالنا ويغير من سلوكهم السيئ؟

قلت بيني وبين نفسي.. بأن المسؤولين التربويين في تلك المنطقة سنجدهم اول من يفتح بوابة مدرسة الطفل المنتحر في صباح اليوم التالي لمعرفة ماذا تقدم تلك المدرسة من نصائح وارشادات ومعارف تربوية ونفسية؟

وهل لديها معلومات على مفاصل حياة تلاميذها من خلال مايقوم به الاخصائي الاجتماعي من بحث واستقصاء عن حياة كل تلميذ ومسكنه وافراد اسرته..

وما إذا هناك فحوصات طبية تقوم بها ادارة المدرسة بالتعاون مع الجهات المختصة لتلاميذها لعلاجهم من الامراض النفسية والعضوية إن وجدت..

كل هذه كانت احلام راودتني فقط.. لو في بلد آخر يحترمون الانسانية لقدموا المسؤولون المختصون استقالاتهم قبل ان يقدموا للمحاكمة..

ولو كنت والد هذا الطفل المنتحر لقدمت دعوى قضائية ضد ادارة مدرسته.. كيف يقدم إبني على الانتحار وهو لم تمض ساعات من عودته من مدرستة.؟

لكن هناك ايضا تداعيات ربما تكون هي السبب الأول.. فأنت ايها الأب وانت ايتها الأم كيف تتركون اطفالكم يشاهدون القصص والحكايات المثيرة للعنف والخوف والرعب.

سواء كانت كرتونية او غيرها والتي تؤدي الى جعل الطفل مضطرب الحال يطغى عليه التشاؤم ، لا ينظر إلى الجانب المشرق من الحياة ، وتترك في نفسه واقعاً سيئاً يتغير على أثره لديه السلوك.

وتُنمي فيه القسوة والعنف حتى يصل للانهيار التام وهو الانتحار..

انكم ايها الآباء تتحملون المسؤولية في تربية اطفالك.

ايها التربويون، ايها المعلمون، اولادنا أمانة بين ايديكم، انتم من تغرسون فيهم الأمل والإبتسامة والبهجة والمثل الاخلاقية الفاضلة، علموهم ما جاء في قرآننا الكريم وسيرة وخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

واعلموا انكم مسؤولون امامنا

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى