تقاسم السلطة الكارثي على الجنوب والجنوبيين

كتب ـ أنور سيول

الناظر للعلاقات السياسية بين الشمال والجنوب منذ السبعينيات وحتى الآن ، نجدها يغلب عليها الطابع البرجماتي النفعي أو المصلحي على المدى القصير.

فكل الأتفاقيات والشراكات بين الشمال والجنوب القديمة والجديدة، نجد أن الطرف الشمال همها منها فقط التركيز على ثروة الجنوب وتقاسمها بين قوى الشمال المهووسة بالثروة على حساب مصلحة شعبها، فلو تركنا تاريخ العلاقات الشمالية _ الجنوبية في الماضي وتأملنا التاريخ المعاصر لوجدنا صدق مقولتنا السابقة.

ففي عام 90م قبل الجنوبيون بالشراكة وتقاسم السلطة مع القوى السياسية الشمالية، وكان نتيحة ذلك التقاسم اجتياح الجنوب في 1994م من قبل قوى الشمال المتعطشة للنهب والثروة.

وفي تاريخ 7 ابريل عام 2022م قبل الجنوبيون بتقاسم السلطة مع نفس القوى السياسية الشمالية ( المجلس الرئاسي) وان تغيرت الوجوه قليلا، وكان نتيحة ذلك التقاسم تدهور الوضع الاقتصادي في الجنوب، وعانى فيه الشعب الجنوبي الويلات والنكبات الكارثية ولعل أبرزها تدهور عملته المحلية أمام العملات الأجنبية.

وفي المقابل فالوضع الاقتصادي في الشمال، الذي تركت قواه السياسية فكرة تحرير صنعاء من المليشيات الحوثية، والذهاب الى الجنوب للتقاسم السلطة مع الجنوبيين ظاهرا ونهب ثرواته باطنا.

فالشمال مقارنة بالجنوب يبدو اكثر استقرارا في بعض النواحي الاقتصادية والخدمية، ويقابلها تدهورا في الجنوب.

وفي الجانب الاخر تسعى المليشيات الحوثية الى تقاسم من نوع اخر مع الجنوب، وهو تقاسم الثروة النفطية، من خلال استخدام القوة العسكرية والمسيرات.

وخلاصة الكلام فليس هناك شراكة وتقاسم حقيقي للسلطة بل نهب منظم وممنهج لثروات الجنوب.

فهل سيتعظ الجنوبيون من التقاسمات السابقة والكارثية، ويدرك خطورة القوى السياسية الشمالية على مستقبل الجنوب، ام انه كتب عليه التقاسم والضياع.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى