جمال عمر.. أنين صامت ..!

كتب ـ محمد العولقي

الكابتن جمال عمر رئيس نادي الروضة كان لاعبا يجر خلفه كل الأثقال و المترسبات، كان محاربا من طراز رفيع لم يدخل معركة كروية في زمنه الجميل إلا و كسبها تاركا أثرها على جسده القوي.

  • كلاعب دولي كان صلبا يصد و يرد و يبتلع المساحات و يحولها خلفه إلى جحيم لا يطاق، كان (بوليصة تأمين) الذي يساوي غاليا في الرسم التكتيكي.
  • في أيام نادي الميناء الخوالي كان جمال عمر مسؤولا عن استتباب الأمن في الميناء، يقوده من الخلف كربان ماهر، و مع كل موجه يهابه القراصنة و يولون الإدبار.
  • عرفت جمال عمر كقائد مهاب يوزع إيثاره ذات اليمين و ذات الشمال، و كان جسده القوي يتحمل وزر معارك المباريات، و ما أدراك ما تلك المباريات التي كانت تقام على أرضية ملحية صلبة.
  • كما لو أنه ولد ليكون قائدا و موجها و حائطا يصد الضربات نيابة عن زملائه، و لم يكن ليفعل كل هذا التميز لولا أنه شخصية حازمة محبوبة و مؤثرة و شجاعة.
  • جمال عمر محارب كروي طالما احتفظ بنبل الأخلاق، ظل لفترة طويلة جدا أهم فقرة في العمود الفقري لكرة القدم الجنوبية، قبل أن تفرضه سنة الحياة العمود الفقري لإدارة نادي الروضة.
  • جمال عمر ليس أي لاعب، و ليس أي رئيس ناد .. و عندما يئن عموده الفقري من أثقال حروب زمان يفترض أن تتداعى له سائر أعضاء وزارة الشباب والرياضة و كل الجهات الرسمية في عدن بالسهر و الحمى.
  • إذا كان جمال عمر قد نقل نجوميته من الملاعب إلى المكاتب، فلأنه كان يؤمن دائما بحقيقة أن الحب هو الذي يجعل العالم يدور.
  • سافر جمال إلى القاهرة يجر خلفه عمود فقري أنهكته حروب الماضي، ففي كل مباراة كان جمال لا يستطيع إيقاف العمليات الاستشهادية التي تدك معاقل فقرات عموده، و ها هو الآن يدفع وزر تراكمات تلك العمليات.
  • جمال فاجأني برسالة قصيرة مؤثرة يطلب مني الدعاء له في رحلته العلاجية، تأسفت لأنه من العيب و المعيب أن لاعبا دوليا مثله كان ملء السمع والبصر ثم أصبح رئيسا ثقيل الوزن لنادي الروضة يسافر في صمت رهيب دون همسة أو حتى بيان من ذوي الشأن يدعو له بالشفاء العاجل.
  • كابتن جمال : من يمتلك سمو أخلاقك و روحك الطموحة الوثابة المتطلعة لفجر رياضي جديد لا يهاب كآبة اللحظة و لا شبحها، فمن توكل على الله فهو حسبه.
مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى