من المستفيد من إهانة المعلم ؟

كتب ــــ وليد الشرفي

إنه ذلك الرجل الذي يشبه الشمعة بل هو مصباح ينهل من مشكاة تضيئ لنا الدروب في كافة المجالات العلمية والفكرية وهو مربي أهل السياسة والفكر ، فهو من ينشئ العظماء والوزراء وكبار المسؤولين في دروب الحياة فالدول المتقدمة ترتقي بأهل العلم والمعرفة ومن حوظه تصنع المعجزات

لكن في مجتمعنا تسود الأمية القبلية على عقلية الكراسي حتى إنك تجد المعلم مطهد من قبل السلطة المحلية والسياسية في مجتمعنا لماذا ؟ لأن فاقد الشيء لا يعطي ! حيث أنك تجد المعلم عسكريا ليس وطنياً وإنما يوفر قوت اولادة ثم يعود من المعركة شهيدا لتحسين الحياة المعيشية لأفراد عائلته وبعد حين ينسى ومن المعلمين من يعمل في بيع الخردة ومنهم من يبيع القات أو الأسماك وأنا ابيع الخضار وهذا ليس عيباً إنه الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة و كأن المعلم يعيش في غابة ويكون فيها العيش للأقوى بسبب إهمال ونسيان الحكومة و الدولة العميقة تنفيذاً لسياسة المستعمر المستنير هكذا تفكر الدول في أستعمار الشعوب الفقيرة التي تمتلك ثروات في باطن أرضها

يقول أحد الفلاسفة والمفكرين إذا أردت أن تدمر أمة عليك با اهانة واستحقار المعلم فباهانته تنتهي القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع .

حتى أنني رأيت معلماً بارزاً يجمع بقايا الطعام من بعد ما يقوم طلابه بحجة أنه يرفعها للأغنام ثم يأخذها إلى مكان لا يراه أحد من زملائه ثم بدأ يأكل وعندما رآني أنظر إليه ذرفت عيناه من الدمع قائلا الراتب الشهري لا يكفي الأسرة إنها عزة النفس لا يسألون الناس الحافاً أنظر كيف اوصلوا حال من يحمل العلم والمعرفة وفي أحد الجامعات في مجتمعنا سمعنا أن أستاذا جامعيا يقوم بطحن التبغ حتى يعيش هو وأفراد أسرته بنفس المستوى الذي كان عليه سابقاً ، إنها سياسة قائمة على تجهيل المجتمع بعقلية المستعمر المستنير

وأهل السياسة والقيادة ممن يتمتعون بالأمية السياسية ينعمون في ملذات الحياة المعيشية حتى أن أحد أفراد الأمن ….. وهو طالب عندي يقول : يا أستاذي أنا أستلم ثلاثة أضعاف راتبك الشهري إنها السخرية من المعلم لذلك فهو ميت ولكن عائش عناد وتجد الرويبضة من أهل السياسة قياديا في احدى المكونات أو الأحزاب لا يحمل مؤهلا جامعيا وفي المجتمع المدني من هو أفضل منه علماً ومعروفة وسياسية إلا إنه ليس من المقربين أو من يمسح الأحذية عند من وسد الأمر إليهم..!

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى