المخدرات الرقمية

كتب: المهندس أحمد الفقي استشاري الذكاء الاصطناعي بمؤسسة بيدو

 

أخطر ما ستسمعه اليوم .. المخدرات الرقمية .. سموم مرعبة قد يسمعها اطفالك وابناءك دون أن تدري .. لتدمر حياتهم وحياتك بشكل لا تتصوره

فاحذر فما ستسمعه أغرب مما تتخيل

مقاطع موسيقية تخدر العقل بالموجات وتنصب فخاً للإدمان

لم تقتصر المخدرات على الكوكايين والحشيش والماريجوانا وغيرها من المواد المخدرة الملموسة، بل أصبح هناك خطر أكبر منها، يتمثل فى نوع آخر من المخدرات غير الملموسة، وهو ما يعرف بالمخدرات الإلكترونية «Digital drugs» وهى مقاطع موسيقية ذات ترددات صوتية غير مماثلة وأن ظاهرة “المخدرات الرقمية” تكمن خطورة هذا النوع من “المخدرات”، فى سهولة الحصول عليه، حيث بالإمكان انتقاء المقطوعات الموسيقية من ثم تحميلها من الإنترنت من قبل الأطفال والمراهقون ومن خلال، منصات السوشيال ميديا المختلفة، عبر ملفات صوتية وموسيقية ملغمة بمحتوى خطير يؤثر على الدماغ، ويسيطر على الحواس، ويؤدي إلى اختلال التركيز وتشويش الذهن مما يترتب عليها مشكلات اجتماعية تلقي بظلالها على مستوى تعامله مع محيطه الأسري وقصوره في التحصيل الدراسي، فضلاً عن اضطرابات جسمانية تؤثر على صحته العصبية وسلامته النفسية.

أن “المخدرات الرقمية” آفة خطيرة تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى (الأسرة ومن بعدها المدرسة)، وينبغي على الجهات المعنية والإعلام التوعية بخطرها وتأثيرها بكونها فخا جديدا للإدمان من خلال المحتوى الرقمي.

المخدرات الرقمية تعمل على تخدير العقل بالموجات

يقوم المستمع لهذه “المخدرات الرقمية” بالجلوس بغرفته مع إطفاء الأضواء، وبحالة استرخاء ثم يقوم بوضع سماعاته وإغماض عينيه. وتؤثر هذه المخدرات الرقمية على الذبذبات الطبيعية للدماغ، لتدخل المستمع إلى حالة من الاسترخاء، من خلال النغمات التى تبث عبر السماعات بدرجتين مختلفتين من الترددات، ويتم تحديد “الجرعة” من خلال الفارق فى الترددات، فكلما كان الفارق بين الترددات أكبر تكون الجرعة أكبر.

ويسبب الاستماع للمخدرات الرقمية إلى الشعور برجفة بالجسم وتشنجات، وتؤثر على الحالة النفسية والجسدية، وتؤدى إلى انعزال المدمنين عليها عن العالم الخارجي. ويتطلب العلاج من هذا الإدمان، بالتركيز على الحالة النفسية للشخص المدمن.أن “المخدرات الرقمية” عبارة عن موجات متناغمة بطبقات مختلفة تؤثر على الخلايا العصبية نفس تأثير المخدرات المعروفة بل أشد فكتاً ويصفها البعض بأنها موسيقى تشبه “الحبوب المخدرة”، تخدر العقل، يتم سماعها عبر سماعات “استريو” بكل من الأذنين، فتبث ترددات معينة في الأذن اليمنى مثلاً وترددات أقل إلى الأذن اليسرى، وتكون قوة الصوت أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تسمع منها الدقات، أما الجانب المخدر من هذه النغمات فيكون عبر تزويد طرفي السماعة بدرجتين مختلفتين من الترددات الصوتية، ويكون الفارق ضئيلاً يقدر من 30 هيرتز.

مؤشر الإدمان على “يوتيوب”

فيديوهات “موسيقى الهلوسة” تحظى على “يوتيوب” بمشاهدات عالية، فهذا مقطع يحقق 145 ألف مشاهدة، ومقطع آخر بعنوان مخدرات رقمية عالية الجودة بـ80 ألف مشاهدة مع تعليقات لمدمنين من جنسيات عربية.

أرقام مخيفة تحمل مؤشرا على أن انجراف الشباب والمراهقين لهذا الصنف الموسيقي الرائج الذي يؤثر نفسياً على سلوك الأفراد وصحة المجتمعات.

وتم رصد حالات منها مثلا من قال: “حسيت راسي وصدري ينفجر”، فيما علق آخر بالقول: “استمعت لهذه الأغنية.. نمت على الأغنية.. وشاهدت حلما وكأنني كلمت الجن”، وثالث يقول: “حماسية كثيرة أدخلتني إلى البعد الخامس” والكثير من التعليقات .

وفيما يتعلق بعلامات إدمان الشاب للمخدرات الرقمية توضح أنها تتمثل فى ظهور علامات الوحدة مثل تجنب الوجود فى أماكن التجمعات مع الأسرة أو الظهور فى المواقف والمناسبات الاجتماعية، كما أن تأثير هذه المخدرات يتحقق على الجسم بعد مرور 15 دقيقة، وحاجة المدمن المستمرة الى زيادة ورفع صوت الموسيقى بصورة مبالغ فيها، والرغبة فى تكرار نفس المقطع.

وبالتالي فلابد من ادراك الوعى التكنولوجي وعلى ضرورة الرقابة الأسرية على الأطفال والمراهقين وتقنين استخدام وسائل التكنولوجيا فى الموضوعات المفيدة، وتكاتف كل مؤسسات الدولة المعنية ومؤسسات المجتمع المدني ، والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام لمحاربة هذا الخطر، وتوعية الأفراد بخطورته, وتوفير طرق العلاج والوقاية ونشر الوعى التكنولوجي لدى المستخدمين.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى