التجرد من الإنسانية في بعض العيادات.. هم التربح على حساب المريض
أبين ميديا /متابعات /نيراد العسيري
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها النظام الصحي، يشعر الكثيرون بالقلق حيال التوجه إلى العيادات الطبية لإجراء الفحوصات والعلاج. لقد أصبحت بعض العيادات مكانًا يتجرد فيه الأطباء والممرضين من الإنسانية، وأصبح هدفهم الأكبر هو التربح على حساب صحة المريض ومعاناته.
إن هذا الوضع المؤسف يعكس أزمة أخلاقية خطيرة في مجال الرعاية الصحية. بدلاً من تقديم الرعاية الطبية اللازمة والشعور بمسؤولية تجاه المريض، تتجه بعض العيادات إلى استغلال حالة المريض لتحقيق مكاسب مالية. ويتجلى هذا الأمر من خلال طلب العديد من الفحوصات والتحاليل غير الضرورية، ووصف الأدوية الباهظة الثمن، وحتى تجاهل الظروف المالية الصعبة لبعض المرضى.
يعاني المرضى من هذه الممارسات اللاإنسانية، حيث يجدون أنفسهم بين خيارين مريرين: إما القبول بالخضوع لفحوصات مكلفة وغير ضرورية، أو ترك العيادة دون الحصول على العلاج اللازم. هذا التوجه السلبي يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للمرضى ويزيد من معاناتهم النفسية والجسدية.
من أجل مواجهة هذه المشكلة، يجب علينا تعزيز الوعي بين أفراد المجتمع حول حقوقهم الصحية وتوعية المرضى بأهمية السؤال والتدقيق في الفحوصات والعلاجات المقترحة. كما ينبغي على الجهات المعنية في القطاع الصحي فرض رقابة صارمة على العيادات والممارسات الطبية لضمان تقديم الرعاية الصحية بجودة وشفافية عالية.
على الأطباء والممرضين أن يستعيدوا حس المسؤولية والإنسانية في التعامل مع المرضى، وأن يدركوا أن عملهم هو رسالة نبيلة تهدف إلى تخفيف معاناة الآخرين وتحسين صحتهم. فالأخلاق الطبية تستند إلى القيم الإنسانية والمهنية التي يجب أن تكون في صميم كل تعاملاتهم.
ختاماً..
يجب أن ندرك أن الرعاية الصحية ليست تجارة، بل هي حق أساسي لكل إنسان. ومن الضروري أن نعمل جميعًا على تحقيق نظام صحي عادل يضمن تقديم الرعاية اللازمة للمرضى دون استغلال أو تربح على حساب معاناتهم. إن استعادة الإنسانية في مجال الطب هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع، بدءًا من الأطباء والممرضين وصولاً إلى الجهات الرقابية وأفراد المجتمع.