مركز دراسات أمريكي: الزُبيدي أعاد الأمل للشعب في الجنوب باستعادة دولته
أبين ميديا/ متابعات
نشر المركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن الـ (ACSYS) تقريرًا مطولًا سلط الضوء فيه على تطورات الأحداث السياسية التي شهدتها المنطقة في ظل الصراع المستمر منذ عقود.
وركز التقرير – الذي نشره (ACSYS) المتخصص في دراسة المتغيرات التي يشهدها جنوب اليمن والمنطقة العربية – على التاريخ النضالي للرئيس القائد عيدروس الزبيدي، مشيرا إلى أنه القائد الذي سطع نجمه كأحد أبرز القادة السياسيين الذين تصدروا المشهد في المنطقة التي تشهد صراعا مستعرا منذ عقود.
وقال كاتب التقرير إن اللواء الزبيدي يتفرد بحالة نضالية خاصة من بين كل القيادات السياسية التي برزت مؤخرا في اليمن والمنطقة، حيث استطاع بحنكته القيادية إعادة روح الأمل للشعب في الجنوب الذي يخوض ماراثونًا نضاليًا طويلًا لاستعادة دولته المستقلة، منوها إلى أن اللواءالزبيدي تمكن من تشكيل قيادة جنوبية جديدة متماسكة على المستويين السياسي والعسكري.
وقال كاتب التقرير الذي نشره المركز الأمريكي، لم يكن بروز الجنرال الزبيدي عرضيا، أو محض صدفة أو مجرد طفرة عابرة أنتجتها حرب ٢٠١٥ بل كان نتاجًا لمشوار نضالي طويل وخبرات عسكرية متراكمة بدأت تتشكل ملامحها منذ حرب صيف عام ١٩٩٤.
وأورد التقرير سيرة حياة اللواء الزبيدي منذ ميلاده في منطقة زبيد في الضالع في ٢٣ يوليو عام ١٩٦٧ وهناك أكمل دراسته الثانوية، وبعدها انتقل إلى العاصمة عدن والتحق بكلية القوى الجوية والدفاع الجوي عام ١٩٨٦ التي تخرج منها برتبة ملازم ثاني، وبعد إعلان الوحدة اليمنية عام ١٩٩٠ انتقل إلى صنعاء وهناك عمل قائدا لوحدة أمن السفارات في وزارة الداخلية، وفي حرب صيف ١٩٩٤ عاد إلى عدن والتحق بخطوط التماس لمواجهة جحافل القوات الشمالية التي زحفت لاحتلال الجنوب، حيث قاد القوات التي تمركزت في جبهة “دوفس” في أبين، وبعد اجتياح الجنوب من قبل قوى الشمال غادر الجنرال الزبيدي إلى جيبوتي والتي عاد منها عام ١٩٩٦.
وأضاف المركز في تقريره: “بعد مشاركة الجنرال الزبيدي في حرب صيف ١٩٩٤، بدأت خبراته في المقاومة تتشكل بعد عودته من جيبوتي عام ١٩٩٦ حيث شكل حركة تقرير المصير (حتم) وهي حركة مسلحة قادت هجمات خاطفة على مواقع القوات الاحتلال الشمالي واستمرت بفعلها المقاوم للاحتلال لتشكل بداية الرفض المنظم ضد القمع الذي مارسته قوى صنعاء ضد الجنوبيين المناديين بحق تقرير المصير واستعادة الدولة بعد حرب صيف ١٩٩٤، حينها حكمت محكمة عسكرية تابعة لنظام صنعاء بالإعدام غيابيا على الجنرال الزبيدي وعدد من رفاقه من الضباط المنضوين في إطار حركة تقرير المصير (حتم) منهم شقيقه.
ويضيف التقرير: منذ ١٩٩٤ انقسم الجنوبيون بين قسم يرى مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية كالمظاهرات والعصيان المدني وفريق رأى المقاومة المسلحة الطريق الأنسب لمقاومة عنجهية نظام صنعاء، لكن الجميع كان متفقا على ضرورة وجود فعل مقاوم يفضح جرائم الاحتلال ويلفت انتباه المجتمع الدولي لمساندة حق تقرير المصير للشعب في الجنوب بعد الفشل المبكر للوحدة التي أبرمت في ١٩٩٠ لكن الجنوبيين أنفسهم بقوا منقسمين حول الطريق الأنسب للمقاومة، ومع اندلاع الحراك الجنوبي السلمي في ٢٠٠٧ بعد اشتداد تهميش الجنوبيين وتسريحهم من وظائفهم العسكرية والمدنية وهو ما جذب جيلًا جديدًا من الشباب الذين انضموا للفعل الثوري المقاوم المطالب بتقرير المصير واستعادة الدولة.
بعد حملات القمع التي تعرض لها نشطاء الحراك الجنوبي دعا طيف كبير من الجنوبيين الى خيار “الكفاح المسلح” وكان الجنرال الزبيدي حينها القائد العسكري الوحيد المهيأ لذلك فقد درب المئات من الشباب وسلحهم بأسلحة خفيفة، ومع وصول جحافل الحوثيين واحتلالهم عدن عام ٢٠١٥ مثل ذلك العدوان “خطرًا وجوديًا” ضد الجنوب وقضيته وحينها استشعر قيادات الثورة في الجنوب أنهم صاروا بحاجة لخيارات متعددة لمقاومة الاحتلال الحوثي الغاشم منها المقاومة المسلحة، تلك اللحظة كانت هي اللحظة التي سطع فيها نجم الجنرال الزبيدي، فقد تصدر جبهة المقاومة وبدأ برسم معالم طريقها بما يمتلكه من تجربة عسكرية وعناصر مدربة تدريبًا جيدًا ومن خلال علاقاته الواسعة فقد تمكن من الحصول على دعم حربي من التحالف العربي وتمكن من خلال عناصره الذين كانوا منضوين في إطار حركة “حتم” من طرد الحوثيين من محافظة الضالع إلى حدود محافظتي إب والبيضاء ليتوجه بعدها للمشاركة في تحرير قاعدة العند والمناطق المحيطة بها.
واستطرد التقرير: لقد كانت القوات التي يقودها الجنرال الزبيدي من أكثر القوات فاعلية على الأرض في حرب ٢٠١٥ ضد المليشيات الحوثية، بل أسهمت بشكل فاعل في الحرب في تحرير عدن ولحج وأبين من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة التي وجدت في الفارغ الأمني الذي أعقب عملية تحرير عدن فرصة للانقضاض على المدينة.
وبحسب التقرير فقد تمكن الجنرال الزبيدي من الحصول على تأييد شعبي كبير بعد إقالته من منصبه كمحافظ لعدن في أبريل ٢٠١٧ فأعلن تشكيل مجلس انتقالي مكون من ٢٦ عضوا لقيادة الجنوب وبعدها أعلن تشكيل جمعية وطنية مكونة من ٣٠٣ أعضاء وإنشاء فروع المجلس الانتقالي في عموم محافظات الجنوب.
وأضاف التقرير: عزز هذا النهج القيادي الجديد للجنرال الزبيدي حضوره في المنطقة وصدر القوات الجنوبية كـمركز جديد من مراكز القوى الفاعلة في اليمن، كان ذلك نتاجا لتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من توحيد طيف واسع من القوى الجنوبية التي أصبحت تتبنى ذات الخطاب.
وبحسب التقرير فقد منحت الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في حربها على التنظيمات الإرهابية في أبين وشبوة الجنرال الزبيدي اعترافًا بين الحكومات الغربية والتحالف الذي تقوده السعودية على وجه الخصوص.
ففي أبريل 2022 تنحى الرئيس هادي بشكل مفاجئ وهو ما مهد الطريق لإنشاء مجلس قيادة رئاسي جديد من ثمانية أعضاء، يمثل فيه الجنرال عيدروس الزبيدي الجنوب ليضع هذا الموقف مظالم الجنوب في قلب السياسة اليمنية.
عملية سهام الشرق.. نجاح جديد للجنرال الزبيدي
وبحسب التقرير الذي نشره المركز الأمريكي فقد مثلت عملية “سهام الشرق” التي انطلقت ضد التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين بتوجيهات الجنرال الزبيدي رسالة واضحة من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للعناصر التي تهدد أمن واستقرار الجنوب.
وأضاف التقرير: النجاحات التي حققتها “سهام الشرق” منح الجنرال الزبيدي ثقلا متزايدا في موقعه كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي.
ويختتم الكاتب التقرير بالقول: النجاح المتواصل في الدفع بتطلعات الشعب في الجنوب بقيادة الجنرال الزبيدي عزز الثقة بين الجنوبيين أنفسهم ويبقى الحفاظ على تلك المكاسب التي تحققت تحت قيادته تحديا للجنوبيين في الأشهر القادمة.