اتصالات لودر.. والخدمة صفر.
كتب خالد شرفان
يعيش مواطنو المناطق الوسطى بمحافظة أبين ظروفًا استثنائية صعبة غامضة الملامح بعيدة الزوال يُندر أن تجد مواطن آخر يستطيع أن يعيش ويتكيّف ويأقلم نفسه مع وجود هكذا حُزم معوقات.
صعوبة الضروف الراهنة زادت من حدة ورعونة المعاناة وتقليص وشح وتعطيل للخدمات الأساسية وانعدام المشاريع التنموية والخدمية فلا كهرباء ولا ماء ولا اتصالات، لقد ساعدت الأوضاع السياسية في البلد على تدني وتدهور الخدمات ككل وإلى سوء الحالة المزاجية والنفسية والاجتماعية لدى غالبية السكان.
من المشاريع الحيوية الهامة المعطلة التي تتعثر وبشكل مستمر بين اللحظة والأخرى قطاع الإتصالات والإنترنت!!، فالاتصالات والإنترنت جعلت المواطن في صراع مع نفسه، يبحث عنها في حله وترحاله وحيث ماوجدت وجد واستقر، يبحث عنها فوق الجبال والأماكن والقمم المرتفعة علّه يجد ضالته التي فقدها وأنّا له ذلك.
لقد قُطعت خدمة الانترنت في عموم قرى وعزل المديرية منذُ خمسة أيام كاملة من عمر الأسبوع الماضي، مقطوعون عن محيطهم المحلي والخارجي وباتوا وكأنهم يعيشون في العصور الأولى بعيدين كل البعد عن مايدور ويجول حولهم.
ما أن تتحسن الخدمة نوعًا ما حتى تعود مجددًا إلى ما كانت عليه وأسوى مما كانت، اتصالات هاتفية رديئة وخدمة إنترنت سقيمة وانقطاعات متكررة وفصل دائم وعبثي وتدهور وغياب كلي لابجديات الخدمة، مع غياب وانعدام لمشغل بديل آخر يغطي ويسد النقص، أن العجز الحاصل في تلبية رغباتهم جعلهم يعيشون بكوكب آخر فاقدين القدرة على التواصل مع الآخر أشبه ما يكونون فيه بسجن كبير.!
لاخلاف في أن سنين الحرب التي تتوقد وتستعر رحاها في البلاد مع موقع المنطقة الجغرافي ومحاذاتها على خطوط التماس الحمراء مع محافظة البيضاء “الملتهبة” والتي يسيطر عليها مقاتلو الحوثي قد سرّع وساعد في إخراج المنطقة الوسطى دومًا عن الخدمة، بالإضافة إلى غلاء المشتقات النفطية هو الآخر ساعد في ضعف إلى إغلاق وتقطع الإتصالات عن تلك المناطق المذكورة، وتأخر فرق الصيانة الدورية وبعد المسافات كان له دور في الخروج المستمر لها،
ولكن هذا ليس مبررًا أو شماعة لمشغلو شركات الإتصالات في أن لايعملوا المستحيل ويلبوا احتياجات مشتركيهم مع بذل قصار جهودهم في جعل الخدمة متاحة ومتوفرة لعملاءهم وفي اصعب الظروف لكي يكسبوا ثقة العميل ورضاه، وأن يعملوا على إيجاد بدائل أخرى يعلموها قبل حدوث الانقطاعات الارادية واللا إرادية.
متى سنشهد شبكة اتصالات وإنترنت حر ومستقل لا يخضع للسياسة الداخلية ولا الخارجية لينعم ويتمتع المواطن بتوفر خدمة اتصالات فريدة ونوعية وبمنئ عن مقص الرقيب الذي يعبث بها كيفما شاء وكيفما أراد، وبعيدة عن الحظر العبثي الذي تفرضه وتمارسه جماعة الحوثي بين الفينة والأخرى على سكان المنطقة.
المحير في الموضوع أن مزودو الخدمة لم يكلفوا انفسهم بعد تلقيهم للعديد من الشكاوى باستصدار بيان يشرح ويوضح سبب الانقطاعات المتكررة والطويلة، وماهي العقبات التي واجهتهم والتحديات والصعوبات ليتفهم المشترك سبب وأصل المشكلة ويخرجوا من دائرة اللوم والعتاب، لقد عادت الخدمة حاليًا وعلى استحياء ولكن غياب مشغلوها هو الغائب دومًا.