على ضوء اللقاء التشاوري الثاني كلمة “الزبيدي” وخياراتنا المتاحة
ابين ميديا – عباس ناصر السقاف
وانا في طريقي الى زنجبار لحضور اللقاء القبلي التشاوري كان هناك سؤال ينتابني طوال الطريق ماهي اللغه التي يستطيع بها الرئيس الزُبيدي مخاطبة المشائخ والأعيان في ظل حرب خدمات ممنهجة أوصلت شعب الجنوب حد العوز، والتسول كونه شريك في الحكومة التي تمارس هذه الحرب خاصة وقد بدأت هذه الحرب في الخدمات تصل لما يراد لها في الخروج على الانتقالي.
ما أن بدأ برنامج اللقاء التشاوري واعتلى الرئيس المنصة وبدأ كلمته بارتجالية دون ورق وبلا تكاليف وبشفافية ودون مقدمات وضع يده على موقع المشكلة والخطر الذي لا يحتمل التأجيل بقوله مخاطبا الحاضرين من ابناء أبين أن الحرب والماسي والويلات التي مورست على أبين ومازالت حتى يومنا هذا ليست وليدة صدفة عابرة ولكن لما لأبين من خصائص وتفاعل مع التاريخ، بكونها ولادة القادة الشجعان منذ الاستقلال حتى يومنا هذا، ولما تملكه من موقع هام يمثل خاصرة الجنوب لذا لا نستغرب الحروب على أبين، وان تكون سهام الأعداء تستهدف أبين قبل غيرها، وهذه الكلمات التي لايشوبها شك تجعل على ابناء أبين مسؤولية، ويجب أن يرتقوا لمستوى الحدث فهذه اولاً وأخيراً يجب أن يتحملها ابناء أبين لأن هذا هو حمل تاريخي في الدفاع عن أرضهم، ثم قال إننا اتيناكم اليوم لنقول أننا معكم، ولن تخلى عنكم، ولكن الأمر اولاً أخيراً أمركم لأن الحرب على أبين تستهدف بالمحصلة إفشال المشروع الجنوبي في الحرية والاستقلال وهذه الحرب تأخذ صورتين، الاولى مباشرة مع الحوثي ولن نسمح له أن يجتاز متراً واحداً إلاّ على جثثنا، والصورة الأخرى للحرب هي حرب الإرهاب، وهذه قرارنا فيها مصيري لأن الإقليم والعالم ينظر إليها ويعتبرها مقياس، أن انتصرنا فيها كان الطريق يسيراً لتحقيق طموحات شعبنا.
بهذه الصوره وضع السيد الرئيس المشهد بكل وضوح أمام أبناء ابين بأن الاعداء يريدون يخرجوا أبين من المشهد وهي مكسورة جريحة مفتتة لتلحق بركبهم إلى باب اليمن، لتعيش الذل والمهانة تحت حقدهم التاريخي عليها.
كان الحضور في هذا اللقاء رائع ومتفاعل مع هذا الخطاب الذي كان من القلب للقلب. غاب عن الحضور بعض المشائخ بعذر أنها لم تصله الدعوة مع يقيني أنها وصلتهم ولكن لم يستطيعوا قراءة المشهد وخطورة الموقف كما ينبغي، ومازالت عقليتهم تراه بصورة قد اجتازها الزمن وجدلية التاريخ.
ومن هنا نجدها فرصه مناسبة لدعوة كل أبناء أبين أن نرتقي بحمل المسؤولية التاريخية التي وضعها الله والتاريخ علينا في الدفاع عن أرضنا لأن أبين لاتقبل ابداً ان تعيش على الهامش وابناء كل الجنوب سيكونوا خير سند ومدد لأبين.
*منصب دثينة