مقارنة بين الإحتلال والإستعمار

[dropcap] [/dropcap] كتب_ طه منصر

هناك من يقول ان بريطانيا لو كان طال مكوثها في الجنوب العربي فإنه سيزدهر وسيتطور ويصبح منافس لدول متقدمة! أقول لهولاء ان بريطانيا مكثت في الجنوب 129 عام يعني حقبة زمنية طويلة! مكثت كمحتلة ومستعمرة في نفس الوقت! والفرق بين الإحتلال والإستعمار هو أن الإحتلال إغتصاب بلد ماء بقوة السلاح اي استحل الشيئ أو استولى عليه أي نهب ثروته وتجريد أهله من الحرية والحياة المدنية الآمنه” وأما الاستعمار فهو نفس الإحتلال ولكن هي كلمة لطيفة يراد بها إحتلال اي بلد بإسم إستعمار ! يعني انا محتل لهذه البلد وفي نفس الوقت أقوم بتعميرها لي لكي أعيش وبريطانيا فعلاً عمّرت وشيَدت جزء قليل في الجنوب العربي انذاك وأكثره في عدن يعني إحتلت لتنهب وأستعمرت لتسكن وتعيش وليس حُباً في الجنوبيين !وحتى مصفاة عدن وغيرها من المنشئات جلست تحت حكمها أو ربما لازالت تحت حكمها حتى اليوم” ‘كذلك منعت شعب الجنوب من الإرتقاء بالتعليم والإزدهار والمعرفة ولا أقصد أنها منعت التعليم بشكل قطعي بل جعلته محدوداً والدليل أنها لم تفتح أي مدارس أو معاهد لتعليم اللغة الإنجليزية مثلما فتحها الاحتلال الفرنسي والأسباني والإيطالي لتعليم لغات بلدانهم وغيرها من الدول العربية المحتلة ودول المغرب العربي خصوصا بعدما أُُحتلت منذ منتصف وأواخر القرن العشرين ومابعده.

الذي أريد أن أوضح للجميع هو ان أي قوة خرجت من موطنها لتعتدي على أوطان اخرى هي أساساً محتلة’ والمحتل أساسا سيبقى محتل وسيُهزم مهما طال إحتلاله ومهما عمّر وشيَد فبالأخير هو محتل أغتصب أرض ليست بأرضه وأكل مال ليس بماله’ وعلينا ان نبعد تلك الأفكار خصوصا بين الشباب الذين لم يقرأو تاريخ بلدهم! فالإحتلال والإستعمار هما وجهان لعملة واحدة “وهذه الاجيال لاتعرف كيف عانى الثوار قديما عندما شكلت الجبهة القومية وجبهة التحرير حيث كانوا لايملكون المال فكانوا يجمعوا الزكوات لأجل تفعيل التنظيمات السياسية والعسكرية ضد الاحتلال البريطاني’وحتى انهم جمعوا جلود الحيوانات التي تذبح في أضاحي العيد وباعوها لأجل ان يشتروا السلاح والغذاء والعتاد.

اخيرا الرحمة والخلود على جميع الشهداء من ثوار اكتوبر وأمد الله الصحة والعافية لمن لازالو على قيد الحياة.وعاش الجنوب حرا ابيا وعيد اكتوبري مجيد على جميع ابناء الوطن.
~ودمتم~

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى