سوق الرابية شمال لقلات بوادي العين
كتب–د. عبدالعزيز بن عقيل
موضع يًسمّى “الرَّابية “يقع الى الشمال من قرية “لِقْلاَت “مع مخرج وادي العين به أسس وجدران -لعلّها لبقايا مخازن قديمة – وساحات تتناثر على سطحها قطع فخار بعضها يعود الى الفترة الإسلامية المُبكِّرة .
وقد ذُكرت “الرابية”بوصفها سوقاً من أسواق العرب قبيل الإسلام عند “اليعقوبي” و”المرزوقي “و”ياقوت الحموي” وغيرهم من الجغرافيين والبلدانيين المؤرخين .
و”الرابية “هو واحد من سوقين كانا يقومان في حضرموت (فالآخر هو سوق مهرة -أو سوق الشّحر “الذي يقوم تحت ظل الجبل الذي يُعتقد ان نبي الله هود عليه السلام مدفون بسفحة ).
وسوق “الرابية ” يقوم متزامنا مع سوق عكاظ” الشهير بأعلى نجد وذلك في النصف من ذي القعدة ، ولم تكن سوق “الرابية “في أرض مملكة بل “كُلُّ مَنْ عَزَّ بها بَزَّ” .
وكانت كندة تخفر فيها ، وقد عملت هذه الأسواق على تبادل البضائع والمعتقدات والتثاقف وابراز اللغة العربية الفصحى على مستوى عموم الجزيرة العربية قبيل وبُعيد الأسلام حين توقّفت في القرن الأول -الثاني للهجرة ومابعدها ؛وبعضها قبل ذلك .
وقد عثرتُ على سطح المستوطنة على قطع فخاريات إسلامية مُبكِّرة بعضها عليها أسم الله إستمرارا لتقليد قديم بكتابة اسم “ود أب ” على بعض الآنية الفخارية .
والموضع في حالة خراب من تعاقب سكن متأخر عليه أندثر ؛وكذلك من موضعه قرب مجرى وادي العين وشعب لقلات -وهو من المواقع التي تتطلّب حفرا أثريا إنقاذيا من آثاريين لهم خبرة -أو عمل مصدّات للمياه حتى لاتأتي على البقية الباقية منه وبإشراف آثاريين أيضاً..
الصورة بعدستي في التسعينيات في مسح قمت به مع أخي عبدالرحمن(تغمده الله بواسع رحمته) بسيارته مدّة يوم كامل ، كما جرى مسحه من قبل بعثة محلية -روسية كنت عضواً مشاركاً فيها في الثمانينيات .