جرح الهديل

كتب ـ سالم فرتوت

بالأمس جرح الهديل أمام سمعي ونظري, آه جرحها القائم على تلك الأرجوحة التي ابى الفتى أن تجلس على أحد مقاعدها فتدور بها مع زميلاتها طالبات مدرسة الأوائل الأبينية.وقفت تحدق فيها قبل أن تدور وملء عينيها الوديعتين توق إلى الظفر باللعبة مع بقية الصغيرات.كان الوقت ظهرا,بحر صيرة إلى جوارنا’والقلعة الخالدة تنتصب شامخة بتحد والنوارس البيضاء تتجمع لعلها هي الأخرى تشاركهم البهجة’بهجة استثنى منها القاسي هديل! جئت’وهي تتأمل الأرجوحة وتحاول أن تقنع الفتى القائم على اللعبة:(اتركني العب!)_ (أنت ماباتتحملي صغيرة!) قلت له وأنا اشير إلى صبية:(إنها في سن تلك وفي طولها تقريباً.) رد علي:(أنا عندي تعليمات بأن لاأطلع الصغار.) قلت:(ياخي أنا أرجوك أسمح لها!) بدا كما لو أن مانعا يمنعه من ذلك’وهديل تقول:(أنا مش صغيرة أنا في الصف الخامس!)وكانت تجشمت المجيء مع جمع من طالبات المدرسة في رحلة بهيجة إلى عدن الحبيبة ليلهواويمرحوا تخفيفا من جفاف الدروس. مرت بكل الألعاب مع زميلاتها إلا هذه الأخيرة ! قلت؛ثانية قبل أن تدور اللعبة الدوارة؛(ياخي حرام عليك لاتجرح الهديل!) وهديل تتطلع الى موافقة قد يتكرم بها. آه تجاهلني ودور لعبته’والجرح كاد يبكي هديلا !لكنها لم تجيزه .نظرت إلى اللعبة. والبنات يدرن عليها فرحات’وفي عينيها حسرة! قالت:(أكرهك أكرهك)’و استدارت باتجاه لعبة أخرى.آه من أين جاءتك’ أيها الفتى ‘تلك القسوة؟ إذا قال لك طفل:(أكرهك) فاعلم انك جرحته! لماذا جرحتم الهديل يااصحاب حديقة فن سيتي؟.

سالم فرتوت

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى